(وَالْمَرِيضُ فِيهِ) جملة في محلّ نصب على الحال من الفاعل، (فَمَا أَسْأل عَنْهُ)، أي عن حال ذلك المريض (إِلَّا وَأَنَا مَارَّةٌ)، تعني أنها لا تجلس في ذلك البيت للسؤال عن ذلك المريض، ومؤانسته، وإنما تسأل عنه حال مرورها، وذلك لأنها ترى بطلان الاعتكاف بذلك، (وَإِنْ) تقدّم آنفًا أنها مخفّفة من الثقيلة (كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيُدْخِلُ) بضمّ أوله من الإدخال رباعيًّا (عَلَيَّ رَأسَهُ)، أي في بيتها (وَهُوَ فِي الْمَسْجدِ) جملة حاليّة من الفاعل، و"أل" فيه للعهد، أي المسجد النبويّ (فَأُرَجِّلُهُ)، أيَ أُسَرّحه، وفسّر أبو نعيم الترجيل بالتدهين، وقال ابن الأثير: الترجيل: تسريح الشعر، وتنظيفه، وتحسينه. انتهى (١). (وَكَانَ لَا يَدْخُلُ) بفتح أوله من الدخول ثلاثيًّا (الْبَيْتَ إِلَّا لِحَاجَةٍ، إِذَا كَانَ مُعْتَكِفًا) الاعتكاف: حبس النفس عن التصرّفات العاديّة لأجل التفرّغ للعبادة، وقوله:(وقَالَ ابْنُ رُمْحٍ)، أي شيخه الثاني (إِذَا كَانُوا مُعْتَكِفِينَ) يعني أن محمد بن رُمْح قال في روايته: "إذا كانوا معتكفين" بصيغة الجمع، بدل قول قتيبة:"إذا كان معتكفًا" بالإفراد، والمعنى أنه - صلى الله عليه وسلم - لا يدخل البيت إذا اعتكف هو وأصحابه وأهل بيته معه إلا لحاجة، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث عائشة هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا في "الحيض"[٣/ ٦٩١ و ٦٩٢ و ٦٩٣ و ٦٩٤](٢٩٧)، و (البخاريّ) في "الحيض"(٢٩٥ و ٢٩٦ و ٣٠١)، و"الاعتكاف"(٢٠٢٨ و ٢٠٢٩ و ٢٠٣١ و ٢٠٤٦)، و"الجهاد"(٢٩٢٥)، و (أبو داود) في "الصوم"(٢٤٦٨)، و (النسائيّ) في "الحيض"(١/ ١٩٣)، و (ابن ماجه) في "الطهارة"(٦٣٣)، "الصيام"(١٧٧٦ و ١٧٧٨)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه"(٣/ ٨٨ و ٩٤)، و (أحمد) في "مسنده" (٦/ ٣٢ و ٥١ و ٨١ و ١٠٠ و ١٧٠ و ٢٠٤