للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٨٢) و (أبو عوانة) في "مسنده" (٨٤٣ و ٨٤٤)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (٧١٠)، وفي "صفة الجنة" (٣٣٧)، و (البيهقيّ) في "البعث" (٣١٥)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان صفة منيّ الرجل، ومنيّ المرأة، وقد تقدّم تمام البحث فيه قريبًا.

٢ - (ومنها): أن فيه علمًا من أعلام النبوّة، ومعجزةً للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -، حيث أخبر بالمغيّبات، واطّلع على أسرار علوم الناس، وعرف ما سيكون في الآخرة من أحوال الناس، ومآل أهل الجنّة، وما يُكرمون به من أصناف الضياف، ما قد خفي على غيره من الناس، وإنما اعترف له اليهوديّ، حيث قال له: صدقتَ، وإنك لنبيّ؛ لما لديه من العلم بالتوراة مما أوحى الله تعالى على موسى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - كما أوحاه إلى نبيّنا - صلى الله عليه وسلم - في وقت السؤال.

٣ - (ومنها): ما أكرم الله تعالى به نبيّه - صلى الله عليه وسلم -، حيث سئل عن أشياء لا علم له بها، ولا يعلمها إلا الله - سبحانه وتعالى -، أو من أعلمه بالوحي، فجاءه جبريل - عَلَيْهِ السَّلَامُ - في الحال، وأعلمه بها، ففي حديث أنس - رضي الله عنه - قال - صلى الله عليه وسلم -: "أخبرني بهنّ جبريل آنفًا"، {وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء: ١١٣].

٤ - (ومنها): بيان جواز اتخاذ الْمِخْصَرة، ونحوها للحاجة، ونَكتِ الأرض بها عند التفكّر في الأمر، وليس مُخِلًّا بالمروءة كما يظنّه بعضهم.

٥ - (ومنها): ما قاله عياض - رَحِمَهُ اللهُ -: فيه أن من قال مثل هذا - يعني قوله: "صدقت، وإنك لنبيّ" - من أهل الكتاب عن غير التزام للشريعة، فلا يُحسب قوله إيمانًا حتى يعتقده، ويلتزمه. انتهى (١).

قال الجامع عفا الله عنه: قد قدّمنا احتمال أن يكون اليهوديّ عبد الله بن سلام، وعليه فلا يصحّ هذا الاستنباط، فتأمّله، والله تعالى أعلم.

٦ - (ومنها): أنه على كون الحبر عبد الله بن سلام يؤخذ من صنيعه هذا فضل العلم الذي اتّصف به عبد الله، حيث بدأ بالسلام، وسأل الدافع سبب


(١) "إكمال المعلم" ٢/ ١٥٤.