للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومثل "الحولقةِ" "الحيعلةُ" في "حي على الصلاة"، "حي على الفلاح"، "حي على كذا"، و"البسملة" في "بسم اللَّه"، و"الحمدلة"، في "الحمد للَّه"، و"الهيللة"، في "لا إله إلا اللَّه"، و"السبحلة"، في "سبحان اللَّه".

وقال المطرزيّ في "كتاب اليواقيت" وفي غيره: إن الأفعال التي أُخذت من أسمائها سبعة، وهي: بَسْمَل الرجل: إذا قال: "بسم اللَّه"، وسَبْحَل: إذا قال: "سبحان اللَّه"، وحَوْقل: إذا قال: "لا حول ولا قوة إلا باللَّه"، وحَيْعَل: إذا قال: "حي على الفلاح"، ويجيء على القياس حَيْصَل: إذا قال: "حي على الصلاة"، ولم يُذْكَر، وحَمْدل: إذا قال: "الحمد للَّه"، وهَيْلل: إذا قال: "لا إله إلا اللَّه"، وجَعْفل: إذا قال: "جُعِلت فداءك"، زاد الثعالبيّ الطَّبقلة: إذا قال: "أطال اللَّه بقاءك"، والدَّمْعزة: إذا قال: "أدام اللَّه عزك".

وقال القاضي عياض: قوله: الحيصلة على قياس الحيعلة غير صحيح، بل الحيعلة تُطْلَق على "حي على الصلاة"، و"حي على الفلاح"، كلها حيعلة، ولو كان على قياسه في الحيصلة، لكان الذي يقال في "حي على الفلاح": الحيفلة بالفاء، وهذا لم يُنقَل، وإنما الحيعلة من قولهم: "حي على كذا"، فكيف وهو باب مسموعٌ، لا يقاس عليه؟ وانظر قوله: جَعْفل في: "جُعِلتُ فداك"، لو كان على قياس الحيعلة، لقال: جَعْلف؛ إذ اللام مُقدَّمة على الفاء، وكذلك الطبقلة تكون اللام على القياس قبل القاف. انتهى (١).

قال الجامع عفا اللَّه عنه: ومن المسموع أيضًا سَمْعَلَ: إذا قال: السلام عليكم، وهَيْلَلَ: إذا قال: لا إله إلا اللَّه، وبَعْثَرَ، ومنه قوله تعالى: {وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (٤)} [الانفطار: ٤] أي بُعِث موتاها، وأثير ترابها، ومن المولّد الْفَذْلكة، من قولهم: فذلك العدد كذا وكذا، والْبَلكفة، من قولهم: بلا كيف.

والنحتُ أن يُختصر من كلمتين، فأكثر كلمة واحدة (٢).

وقد نظمت هذه الكلمات المنحوتة بقولي:

النَّحْتُ قَدْ وَرَدَ فِي أَفْعَالِ … مَسْمُوعَةٍ فَلْتَحْفَظَنْ مَقَالِي


(١) "إكمال المعلم" ٢/ ٢٥٢.
(٢) راجع: "حاشية الخضري على شرح ابن عقيل على الخلاصة" ١/ ٤.