للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بَسْمَلَ سَبْحَلَ كَذَاكَ هَلَّلَا … حَوْقَلَ حَيْعَلَ يَلِيهِ حَمْدَلَا

طَبْلَقَ دَمْعَزَ كَذَاكَ جَعْفَلَا … هَيْلَلَ بَعْثَرَ يَلِيهِ سَمْعَلَا

وَاسْتَعْمَلَ الْمُوَلَّدُونَ بَلْكَفَا … كَذَاكَ فَذْلَكَ بِهَذَا يُكْتَفَى

(ثُمَّ قَالَ) أي المؤذّن (اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، قَالَ) أي فقال أحدكم (اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ قَالَ) أي المؤذّن (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قَالَ) أي فقال أحدكم (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) وقوله: (مِنْ قَلْبِهِ) قيدٌ للكل، ويحتمل أن يكون للأخير، والأول هو الأظهر، وهو متعلّق بحال مقدّر؛ أي حال كون ذلك القول ناشئًا من قلبه، والمراد أنه قال ذلك بلسانه، مع اعتقاده بقلبه، وإخلاصه فيه (دَخَلَ الْجَنَّةَ) قال القاضي عياض -رَحِمَهُ اللَّهُ- ما حاصله: إنما حصل له ذلك؛ لأن في حكايته لما قال المؤذن التوحيدَ والإعظامَ، والثناءَ على اللَّه تعالى، والاستسلامَ لطاعته، وتفويضَ الأمور إليه بقوله عند الحيعلتين: "لا حول، ولا قوّة إلا باللَّه"؛ إذ هي دعاء وترغيب من سمعها، فإجابتها لا تكون بلفظها، بل بما يُطابقها من التسليم والانقياد، بخلاف إجابة غيرها من الثناء، والشهادتين فبحكايتها، وإذا حَصَل هذا للعبد، فقد حاز حقيقة الإيمان، وجِمَاعَ الإسلام، واستوجب الجنّة بفضل اللَّه تعالى، وكذلك الحديث الآتي في القول عند أذان المؤذّن: "رَضِيتُ باللَّه ربًّا. . . " الحديث قد تضمّن مثلَ هذا من التصريح بحقيقة الإيمان، والاعتراف بقواعده. انتهى (١).

وقال الطيبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وإنما وُضِع الماضي موضع المستقبل؛ لتحقّق الموعود. انتهى؛ أي فهو على حدّ قوله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ} الآية [النحل: ١]، وقوله: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ} الآية [الأعراف: ٤٤]، والمراد أنه يدخل الجنّة دخولًا أوّليًّا، من غير سبق عذاب، وإلا فكلّ مؤمن لا بدّ له من دخولها، وإن سبقه عذاب بحسب جُرْمه إذا لم يعف اللَّه عنه. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.


(١) راجع: "إكمال المعلم" ٢/ ٢٥٣.