للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نحوًا من تحية ملوك العرب، كان يقال لملكهم: زَهْ هَزَارْ سالْ، المعنى: عِشْ سالِمًا ألف عام، وجائز أن يقال للبقاء: تحيةٌ؛ لأن من سَلِم من الآفات، فهو باق، والباقي في صفة اللَّه عز وجل من هذا؛ لأنه لا يموت أبدًا. انتهى المقصود من كلام ابن منظور باختصار (١).

(وَالصَّلَوَاتُ) هي الصلوات المعروفة، وهي الخمسة وغيرها، وقال الأزهريّ: الصلوات: العبادات، وقال الشيخ ابن دقيق العيد: يَحْتَمِل أن يراد بها الصلوات المعهودة، ويكون التقدير: أنها واجبة للَّه تعالى، ولا يجوز أن يُقْصَد بها غيره، أو يكون ذلك إخبارًا عن قصد إخلاصنا الصلوات له، أي صلواتنا مُخْلَصَةٌ له لا لغيره، ويجوز أن يراد بالصلوات الرحمة، ويكون معنى قوله: "للَّه" أي المتفضل بها، والمعطي هو اللَّه؛ لأن الرحمة التامة للَّه لا لغيره (٢).

وقال ابن الملقّن رَحِمَهُ اللَّهُ: "الصلوات" فيها أقوال:

[أحدها]: أنها الخمس، قاله ابن المنذر وآخرون، ويكون التقدير: أنها واجبة للَّه تعالى، لا يجوز أن يُقصَد بها غيره، أو تكون كالإخبار عن إخلاصنا الصلوات له، أي صلاتنا مُخْلَصَةٌ للَّه لا لغيره، ومنهم من قال: هي الصلوات كلُّها.

[ثانيها]: أنها الرحمة، أي هو المتفضّل بها، والمعطي لها؛ لأن الرحمة التامّة للَّه لا لغيره، وقرّر بعض المتكلّمين هذا المعنى بأن قال: كلُّ من رَحِمَ أحدًا، فرحمته له بسبب ما حصل له من الرقّة عليه، وهو برحمته دافع لألم الرقّة عن نفسه بخلاف رحمة اللَّه تعالى، فإنها لمجرّد إيصال النفع إلى العبد.

[ثالثها]: أنها الأدعية والتضرّع.

[رابعها]: أنها العبادات، قاله الأزهريّ. انتهى (٣).

(وَالطَّيِّبَاتُ) أي الكلمات الطيبات، مما طاب من الكلام، وحَسُنَ أن يُثْنَى به على اللَّه تعالى دون ما لا يليق بصفاته.


(١) راجع: "لسان العرب" ١٤/ ٢١٦ - ٢١٧.
(٢) راجع: "عمدة القاري" ٦/ ١٥٨ - ١٥٩.
(٣) "الأعلام بفوائد عمدة الأحكام" ٣/ ٤٢٦ - ٤٢٧.