للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال ابن دقيق العيد -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وأما الطيبات، فقد فُسِّرت بالأقوال الطيبات، ولعلّ تفسيرها بما هو أعمّ أولى، أعني الطيبات من الأفعال والأقوال والأوصاف، وطيّب الأوصاف كونها صفة الكمال، وخلوصها عن شَوْب النقص.

وقال الشيخ حافظ الدين النسفيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: التحيات: العبادات القولية، والصلوات: العبادات الفعلية، والطيبات: العبادات المالية (١).

وقال ابن الملقّن -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "الطيّبات" أي الكلمات الطّيّبات، وهي ذكر اللَّه تعالى، قاله الأكثرون، وقيل: الأعمال الصالحات، وهو أعمّ من الأول؛ لاشتماله على الأقوال، والأفعال، والأوصاف، وأطيب الأوصاف كونها بصفة الكمال، وخلوصها عن شوائب النقص.

وقال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هي الأقوال المصالحة، كالأذكار والدعوات، وما شاكل ذلك، كما قال تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر: ١٠] (٢).

[فائدة]: الطيّب إن وُصف به الكلام فالحسن، أو العمل فالخالص من شوائب النقص، أو المال فالحلال، أو الطعام فاللذيذ، أو الصعيد فالطاهر، أو العباد فالمؤمن، قال تعالى: {وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ} [النور: ٢٦]. انتهى (٣).

[تنبيه]: قال البيضاويّ: قوله: "والصلوات، والطيبات" بحرف العطف يحتمل أن يكونا معطوفين على "التحيات"، وأن تكون "الصلوات" مبتدأ، وخبره محذوف، يدلّ عليه "عليك"، "والطيبات" معطوفة عليها، والواو الأولى لعطف الجملة على الجملة، والثانية لعطف المفرد على المفرد، وفي حديث ابن عباس لم يُذكَر العاطف أصلًا. انتهى.

وقال العينيّ: كلُّ واحدة من "الصلوات"، و"الطيبات" مبتدأ، وخبره محذوفٌ، تقديره: والصلوات للَّه، والطيبات للَّه، فتكون هاتان الجملتان معطوفتين على الجملة الأولى، وهي "التحيات للَّه". انتهى (٤).


(١) "عمدة القاري" ٦/ ١٥٩.
(٢) "المفهم" ٢/ ٧٨٤.
(٣) "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" ٣/ ٤٢٦ - ٤٢٧.
(٤) "عمدة القاري" ٦/ ١٥٩.