للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(فَلَمَّا أَكْثَرَ النَّاسُ التَّصْفِيقَ الْتَفَتَ) وفي رواية البخاريّ من طريق حماد بن زيد، عن أبي حازم: "فلما رأى التصفيح لا يُمْسَك عنه التفت".

يعني أنه لَمّا صفّق أكثر الناس التفت أبو بكر -رضي اللَّه عنه- لينظر ما أوجب تصفيقَهُمِ.

(فرَأَى رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-) عطف على محذوف، أي فأخذ أبو بكر في التأخّر ليتقدّم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأشار إليه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعدم التأخّر (أَنِ امْكُثْ مَكَانَكَ) "أن" تصلح أن تكون مصدريّة، والتقدير: فأشار إليه


= كلمات، أن يعمل بها، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، وإنه كاد أن يبطئ بها، فقال عيسى: إن اللَّه أمرك بخمس كلمات لتعمل بها، وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، فإما أن تأمرهم، وإما أن آمرهم، فقال يحيى: أخشى إن سبقتني بها أن يُخْسَف بي، أو أُعَذَّب، فجمع الناس في بيت المقدس، فامتلأ المسجد، وتَعَدَّوا على الشَّرَف، فقال: إن اللَّه أمرني بخمس كلمات، أن أعمل بهن، وآمركم أن تعملوا بهن: أولهنّ أن تعبدوا اللَّه، ولا تشركوا به شيئًا، وإن مثل من أشرك باللَّه، كمثل رجل اشترى عبدًا من خالص ماله، بذهب أو ورق، فقال: هذه داري، وهذا عملي، فاعمل، وأدّ إليّ، فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيده، فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك؟، وإن اللَّه أمركم بالصلاة، فإذا صليتم فلا تلتفتوا، فإن اللَّه يَنْصِب وجهه لوجه عبده في صلاته، ما لم يلتفت، وآمركم بالصيام، فإن مثل ذلك، كمثل رجل في عصابة، معه صُرَّةٌ، فيها مسكٌ، فكلهم يعجب، أو يعجبه ريحها، وإن ريح الصائم أطيب عند اللَّه من ريح المسك، وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدوّ، فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدَّموه ليضربوا عنقه، فقال: أنا أفديه منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم، وآمركم أن تذكروا اللَّه، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدوّ في أثره سِراعًا، حتى إذا أتى على حِصْن حَصِين، فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يَحرِز نفسه من الشيطان إلا بذكر اللَّه" -قال النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وأنا آمركم بخمس، اللَّه أمرني بهنّ: السمع، والطاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة، فإنه مَن فارق الجماعة قِيدَ شِبْر فقد خَلَع رِبْقَة الإسلام من عنقه، إلا أن يرجع، ومن ادَّعَى دعوى الجاهلية، فإنه من جُثَا جهنم"، فقال رجل: يا رسول اللَّه، وإن صلى وصام؟، قال: "وإن صلى وصام، فادعوا بدعوى اللَّه الذي سماكم المسلمين المؤمنين، عباد اللَّه".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب.