للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣ - (ومنها): بيان أن الإمام يحثّ المأمومين على رصّ الصفوف، والمقاربة بينها، وأن ذلك من وظيفته.

٤ - (ومنها): ما كان عليه النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- من شدّة الاهتمام في تسوية الصفوف.

٥ - (ومنها): الاقتداء بأفعال الملائكة في صلاتهم، وتعبّداتهم.

٦ - (ومنها): بيان أن الملائكة يصلّون، وأن صفوفهم كما وُصف في هذا الحديث، فيعتنون بتسوية صفوفهم، وإتمام الأول فالأول، فينبغي للمسلمين أن يقتفوا بهم في ذلك.

وقد أخرج المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ- عن حذيفة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فُضِّلنا على الناس بثلاث: جُعِلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجُعلت لنا الأرض كلها مسجدًا، وجُعِلت تربتها لنا طهورًا. . . " الحديث (١).

٧ - (ومنها): الأمر بإتمام الصفوف الأُوَل، والتراصّ فيها، قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: ومعنى إتمام الصفوف الأُوَل أن يُتَمّ الأَوَّل، ولا يُشْرَع في الثاني حتى يَتِمّ الأول، ولا في الثالث حتى يتم الثاني، ولا في الرابع حتى يتم الثالث، وهكذا إلى آخرها. انتهى (٢).

٨ - (ومنها): أن السنّة في السلام من الصلاة أن يقول: "السلام عليكم ورحمة اللَّه" عن يمينه، "السلام عليكم ورحمة اللَّه"، عن شماله.

قال النوويّ: ولا يسن زيادة "وبركاته"، وإن كان قد جاء فيها حديث ضعيفٌ، وأشار إليها بعض العلماء، ولكنها بدعةٌ؛ إذ لم يصحّ فيها حديث، بل صح هذا الحديث وغيره في تركها.

قال الجامع عفا اللَّه عنه: هذا الذي قاله النوويّ من عدم صحّة زيادة "وبركاته" غير صحيح، بل الحقّ أن زيادتها صحيح من الجانبين، ولا تخص اليمين فقط، كما ادّعاه بعضهم (٣)، وسيأتي البحث في هذا مستوفى في


(١) سيأتي للمصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ- برقم (٥٢٢).
(٢) "شرح النوويّ" ٤/ ١٥٣.
(٣) فقد كتبت في هذا رسالة سمّيتها: "رفع الغين عمن يُنكر زيادة وبركاته في السلام من الجانبين"، وهي مذكورة بتمامها في "شرح النسائيّ"، فراجعها تستفد، واللَّه تعالى وليّ التوفيق.