[المرسلات: ١١] وهو من القلب المطلق جوازُهُ في كل واو مضمومة، وقد أطلقه المازنيّ في المكسورة أيضًا، كإِشَاح، وإِسَادة، و"إِعَاءِ أخيه"، ونحوه. انتهى.
({أَنَّهُ}) بفتح الهمزة؛ لأنه نائب فاعل {أُوحِيَ}، والضمير للشأن، تفسّره الجملة بعده، أي أن الأمر والشأن.
[تنبيه]: قال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: كان علقمة، ويحيى، والأعمش، وحمزة، والكسائيّ، وابن عامر، وخَلَف، وحفص، والسلميّ يفتحون "أَنّ" في جميع السورة، في اثني عشر موضعًا، وهو {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا}، {وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ}، {وَأَنَّا ظَنَنَّا}، {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ}، {وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا}، {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ}، {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ}، {وَأَنَّا لَا نَدْرِي}، {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ}، {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ}، {وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى}، {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ}؛ عطفًا على قوله:{أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ}، و {أَنَّهُ اسْتَمَعَ} لا يجوز فيه إلا الفتح؛ لأنها في موضع فاعل {أُوحِيَ}، فما بعده معطوف عليه، وقيل: هو محمول على الهاء في {آمَنَّا بِهِ} أي وبأنه تعالى جد ربنا، وجاز ذلك، وهو مضمر مجرور؛ لكثرة حذف الجارّ مع "أنّ"، وقيل: المعنى: أي وصدَّقنا أنه جد ربنا.
وقرأ الباقون كلَّها بالكسر، وهو الصواب، واختاره أبو عبيدة، وأبو حاتم، عطفًا على قوله:{فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا}؛ لأنه كلّه من كلام الجنّ.
وأما أبو جعفر وشيبة، فإنهما فتحا ثلاثة مواضع، وهي قوله تعالى:{وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا}، {وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ}، {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ} قالا: لأنه من الوحي، وكسرا ما بقي؛ لأنه من كلام الجنّ، وأما قوله تعالى:{وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ} فكلهم فتحوا إلا نافعًا وشيبة وزِرّ بن حُبيش وأبا بكر والمفضل، عن عاصم، فإنهم كسروا لا غير، ولا خلاف في فتح همزة {أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ}، {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ}، {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ}{أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا}، وكذلك لا خلاف في كسر ما بعد القول، نحو قوله تعالى:{فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا}، و {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي}، و {قُلْ إِنْ أَدْرِي}، و {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ}، وكذلك لا خلاف في كسر ما كان بعد فاء الجزاء، نحو قوله تعالى:{فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ}، و {فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ}؛ لأنه موضع ابتداء. انتهى كلام