للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال الترمذيّ: وأبو زيد رجلٌ مجهولٌ عند أهل الحديث، لا تُعرف له رواية غير هذا الحديث. انتهى.

وكذا حكم بأنه مجهول أحمد بن حنبل، والبخاريّ، وأبو زرعة الرازي، وأبو أحمد الحاكم، وابن حبّان، واللَّه تعالى أعلم.

(وَلَكِنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- ذَاتَ لَيْلَةٍ) أي ليلةً مَن الليالي (فَفَقَدْنَاهُ) وفي رواية الترمذيّ: "ولكن قد افتقدناه"، يقال: فَقَدته فقدًا، من باب ضرب، وفِقْدَانًا: عَدِمتُهُ، فهو مفقود، وفَقِيدٌ، وافتقده مثله، وتفقّدتُهُ: طلبتُهُ عند غيبته (١).

(فَالْتَمَسْنَاهُ) أي طلبناه (فِي الْأَوْدِيَةِ) جمع وادٍ، وهو كلُّ منفرج بين جبال، أو آكام يكون مَنْفَذًا للسيل (٢). (وَالشِّعَابِ) بالكسر: جمع شِعْبٍ بكسر، فسكون، وهو: الطريق، وقيل: الطريق في الجبل (٣). (فَقُلْنَا: اسْتُطِيرَ) بالبناء للمفعول، من الاستطارة، أي طارت به الجنّ (أَو) للتنويع، أي قال بعضنا: استطير، وقال بعضنا: (اغْتِيلَ) بالبناء للمفعول أيضًا، من الاغتيال: أي قُتِل سِرًّا، والْغِيلَة بكسر الغين المعجمة: هي القتل في خُفْية، قاله النوويّ (٤).

وقال في "المصباح": غاله غَوْلًا: أهلكه، واغتاله: قتله على غِرّة، والاسم: الْغِيلة بالكسر، والغائلة: الفساد والشرّ. انتهى.

(قَالَ) ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- (فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ) يعني أنهم أصابهم بسب فقده -صلى اللَّه عليه وسلم- همّ وحزن شديد، من نوع ما يصيب القوم من الهموم والحزن


= قام يصلي أدركه شخصان منهم، قالا له: يا رسول اللَّه إنا نحب أن تؤمّنا في صلاتنا، قال: فصفّهما رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خلفه، ثم صلى بنا، فلما انصرف، قلت له: من هؤلاء يا رسول اللَّه؟ قال: "هؤلاء جنُّ نَصِيبين، جاءوا يختصمون إليّ في أمور، كانت بينهم، وقد سألوني الزاد، فزوّدتهم"، قال: فقلت له: وهل عندك يا رسول اللَّه من شيء تزوّدهم إياه؟، قال: فقال: "قد زوّدتهم الرَّجْعَة، وما وجدوا من رَوْث وجدوه شعيرًا، وما وجدوا من عظم وجدوه كاسيًا"، قال: وعند ذلك نهى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن أن يستطاب بالروث والعظم. انتهى.
(١) "المصباح المنير" ٢/ ٤٧٨.
(٢) "المصباح" ٢/ ٦٥٤.
(٣) "المصباح" ١/ ٣١٣.
(٤) "شرح النوويّ" ٤/ ١٧٠.