للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ويتعدّى بالهمزة والتضعيف، ونَسِيتُ ركعةً: أهملتها ذُهُولًا. انتهى (١).

قال الجامع عفا اللَّه عنه: المناسب هنا الترك ذُهُولًا، كما لا يخفى، واللَّه تعالى أعلم.

وقال في "الفتح": قوله: "قد نسي": أي نسي وجوب الْهُويّ إلى السجود، قاله الكرمانيّ، ويَحْتَمِلُ أن يكون المراد أنه نسي أنه في صلاة، أو ظنّ أنه وقت القنوت حيث كان معتدلًا، أو وقت التشهّد حيث كان جالسًا، ووقع عند الإسماعيليّ من طريق غندر، عن شعبة، عن ثابت: "قلنا: قد نَسِي من طول القيام"، أي لأجل طول قيامه. انتهى.

(وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ مَكَثَ) أي تلبّث، يقال: مَكَثَ مَكْثًا، من باب نصر: أقام، وتلبّثَ، فهو ماكثٌ، ومَكُثَ مُكْثًا، فهو مَكِيثٌ، مثلُ قَرُبَ قُرْبًا، فهو قَرِيبٌ لغةٌ، وقرأ السبعة قوله تعالى: {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ} [النمل: ٢٢] باللغتين، ويتعدّى بالهمزة، فيقال: أمكثه، وتمكّث في أمره: إذا لم يَعْجَلْ فيه، أفاده الفيّوميّ (٢). (حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ: قَدْ نَسِيَ) أي ترك ما بعده من أجزاء الصلاة، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أنس -رضي اللَّه عنه- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٣٩/ ١٠٦٥] (٤٧٢)، و (البخاريّ) في "الأذان" (٨٠٠ و ٨٢١)، و (أبو داود) في "الصلاة" (٨٥٣)، و (أحمد) في "مسنده" (٣/ ١٦٢ و ٢٢٦ و ٢٤٧)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (٦٠٩)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (١٨٨٥ و ١٩٠٢)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (١٨٤٢)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (١٠٤٤)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (٢/ ٩٨)، و (البغويّ) في "شرح السنّة" (٦٢٩)، واللَّه تعالى أعلم.


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٦٠٤.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٥٧٧.