للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأنبياء بستّ: غفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر، وجُعلت أمتي خير الأمم، وأعطيت الكوثر، وأن صاحبكم لَصَاحب لواء الحمد يوم القيامة، تحته آدم فمن دونه"، وذكر اثنتين مما تقدم.

وله من حديث ابن عباس -رضي اللَّه عنهما- رفعه: "فُضّلت على الأنبياء بخصلتين: كان شيطاني كافرًا، فأعانني اللَّه عليه فأسلم قال: ونسيت الأخرى.

قال الحافظ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: فينتظم بهذا سبع عشرة خصلةً، ويمكن أن يوجد أكثر من ذلك لمن أمعن التتبع، وقد تقدم طريق الجمع بين هذه الروايات، وأنه لا تعارض فيها.

وقد ذكر أبو سعيد النيسابوريّ في "كتاب شرف المصطفى -صلى اللَّه عليه وسلم-" أن عدد الذي اختص به نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- عن الأنبياء ستون خصلةً. انتهى كلام الحافظ (١).

قال السيوطيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "شرح النسائيّ" (١/ ٢١٠) بعد ذكر كلام الحافظ هذا ما نصّه:

قلت: وقد دعاني ذلك لَمّا ألّفت التعليق الذي على البخاريّ في سنة بضع وسبعين وثمانمائة إلى تتبعها، فوجدت في ذلك شيئًا كثيرًا في الأحاديث والآثار، وكتب التفسير، وشروح الحديث والفقه والأصول والتصوف، فأفردتها في مؤلف سَمَّيته "أُنموذج اللبيب في خصائص الحبيب وقسمتها قسمين: ما خُصّ به عن الأنبياء، وما خص به عن الأمة، وزادت عِدّة القسمين على ألف خِصِّيصة، وسار المؤلَّف المذكور إلى أقاصي المغارب والمشارق، واستفاده كل عالم وفاضل، وسَرَق منه كل مُدَّعٍ وسارق. انتهى.

وقد عَقَد الحافظ أبو الفضل العراقيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "ألفيّة السيرة" المسمّاة "نظم الدرر البهيّة في سيرة خير البريّة" بابًا في ذكر القسمين، فقال:

"باب في ذكر خصائصه -صلى اللَّه عليه وسلم-":

خُصَّ النَّبيُّ بِوُجُوب عدَّةِ … الوتْرِ والسّوَاكِ وَالأضْحيَّةِ

كَذَا الضُّحَى لَوْ صَحَّ (٢) وَالمُصَابَرَةْ … عَلَى العَدُوِّ وَكَذَا المُشَاوَرَهْ


(١) "الفتح" ١/ ٥٢٣ - ٥٢٤.
(٢) أي لو صحّ الحديث، ولكنه لم يصحّ، كما قال البلقينيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-.