للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

و"حتى" غاية لمحذوف، أي واصل سيره حتى ألقى رحله (بِفِنَاءِ أَبِي أَيُّوبَ) متعلّق بـ "ألقى"، أي بفناء دار أبي أيوب -رضي اللَّه عنه-، و"الْفِنَاء" بكسر الفاء: سعةٌ أمامَ الدار، والجمع أفنيةٌ، وفي "الْمُجْمَل": فناء الدار: ما امتدّ من جوانبها، وفي "المحكم": وتبدل الباء من الفاء، قاله في "العمدة" (١).

وقال في "الفتح": وقع عند ابن إسحاق، وابن عائذ أنه رَكِب من قُباء يوم الجمعة، فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف، فقالوا: يا رسول اللَّه هَلُمّ إلى العَدَد والعُدَد والقوّة، انزِلْ بين أظهرنا.

وعند أبي الأسود، عن عروة نحوه، وزاد: "وصاروا يتنازعون زمام ناقته"، وسَمّى ممن سأله النزول عندهم عِتبان بن مالك في بني سالم، وفَرْوة بن عمرو في بني بياضة، وسعد بن عبادة، والمنذر بن عمرو، وغيرهما في بني ساعدة، وأبا سَلِيط وغيره في بني عَدِيّ يقول لكل منهم: "دَعُوها فإنها مأمورة".

وعند الحاكم من طريق إسحاق بن أبي طلحة، عن أنس: جاءت الأنصار، فقالوا: إلينا يا رسول اللَّه، فقال: "دعوا الناقة، فإنها مأمورةٌ"، فبركت على باب أبي أيوب.

وفي حديث البراء عن أبي بكر -رضي اللَّه عنهما-: "فتنازعه القوم، أيُّهم ينزل عليه؟، فقال: إني أنزل على أخوال عبد المطلب، أُكْرِمهم بذلك".

وعند ابن عائذ، عن الوليد بن مسلم، وعند سعيد بن منصور، كلاهما عن عَطّاف بن خالد: "أنها استناخت به أوّلًا، فجاءه ناس، فقالوا: المنزل يا رسول اللَّه، فقال: دعوها، فانبعثت حتى استناخت عند موضع المنبر من المسجد، ثم تحلحلت، فنزل عنها، فأتاه أبو أيوب، فقال: إن منزلي أقرب المنازل، فأذن لي أن أنقُل رَحْلك، قال: نعم، فنَقَل، وأناخ الناقة في منزله".

وذكر ابن سعد أن أبا أيوب لَمّا نَقَل رحل النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى منزله، قال النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "المرء مع رحله"، وأن سعد بن زُرارة جاء، فأخذ ناقته، فكانت عنده، قال: وهذا أثبت، وذكر أيضًا أن مُدّة إقامته عند أبي أيوب، كانت سبعة أشهر (٢).


(١) "عمدة القاري" ٤/ ٢٥٩ - ٢٦٠.
(٢) "الفتح" ٧/ ٢٨٩.