للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(مَا أقولُ) "ما" موصولة اسم "كان" وخبره "فيه" مقدّمًا، وقوله: (كانَ فِيهِ نَخْلٌ) بيان لـ "ما أقول"، و"النخل": اسم جمع الواحدة: نخلة، وكلُّ جمع بينه وبين واحده الهاءُ، قال ابن السِّكّيت: فأهل الحجاز يُؤَنِّثُون أكثره، فيقولون: هي التمر، وهي البرّ، وهي النخل، وهي البقر، وأهل نجد، وتميم يُذَكِّرون، فيقولون: نخلٌ كريم، وكريمةٌ، وكرائم، وفي التنزيل: {نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ} [القمر: ٢٠]، و {نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} [الحاقة: ٧]، وأما "النِّخِيلُ" بالياء فمؤنثة، قال أبو حاتم: لا اختلاف في ذلك، قاله الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- (١).

(وَقُبُورُ الْمُشْرِكِينَ، وَخِرَبٌ) قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هكذا ضبطناه بفتح الخاء المعجمة، وكسر الراء، قال القاضي عياض رَحِمَهُ اللَّهُ: رويناه هكذا، ورويناه بكسر الخاء وفتح الراء، وكلاهما صحيح، وهو: ما تَخَرّب من البناء.

وقال الخطابيّ: لعل صوابه خُرْب بضم الخاء، جمع خُرْبة بالضم، وهي الخروق في الأرض، أو لعله حرف.

قال القاضي: لا أدري ما اضطرّه إلى هذا، يعني أن هذا تكلف لا حاجة إليه، فإن الذي ثبت في الرواية صحيح المعاني، لا حاجة إلى تغييره؛ لأنه كما أَمَرَ بقطع النخل لتسوية الأرض أمر بالخَرِبِ فرفعت رسومها، وسُوّيت مواضعها؛ لتصير جميع الأرض مبسوطة مستوية للمصلين، وكذلك فُعِل بالقبور. انتهى (٢).

وقال ابن الأثير -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "الْخِرَب" يجوز أن يكون بكسر الخاء، وفتح الراء: جمع خَرِبَة، كنَقِمَة ونِقَمٍ، ويجوز أن تكون جمع خِرْبة بكسر الخاء، وسكون الراء على التخفيف، كنِعْمَة ونَعَمٍ، ويجوز أن يكون الَخَرِبُ بفتح الخاء، وكسر الراء، كنَبِقَة ونَبِقٍ، وكَلِمَة وكَلِمٍ، وقد رُوي بالحاء المهملة، والثاء المثلثة: يريد به الموضع المحروث للزراعة. انتهى (٣).

وقال في "الفتح": قال ابن الجوزيّ: المعروف فيه فتح الخاء المعجمة، وكسر الراء، بعدها مُوَحَّدةٌ: جمع خَرِبة، ككَلِم وكَلِمة.


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٥٩٦ - ٥٩٧.
(٢) "شرح النووي" ٥/ ٧.
(٣) "النهاية في غريب الأثر" ٢/ ١٨.