للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الْمُجّان، أهل البطالة والفسوق المدخلين في الشريعة ما ليس منها - أعاذنا اللَّه تعالى من ذلك بمنّه. انتهى كلام القرطبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- (١)، وهو بحثٌ نفيسٌ، واللَّه تعالى أعلم.

١٦ - (ومنها): جواز الصلاة في مقابر المشركين بعد نبشها، وإخراج ما فيها.

١٧ - (ومنها): أن ما ورد في كراهة البناء مختصّ بما زاد على الحاجة، أو لم يكن في أمر دينيّ، كبناء المساجد.

١٨ - (ومنها): بيان ما كان عليه النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- من التواضع، وكمال الخُلُق حيث ينقل الصخر والتراب معهم، ويُجيبهم في شعرهم.

١٩ - (ومنها): أن الخير كلَّ الخير هو خير الآخرة؛ لكونه لا ينقطع بخلاف خير الدنيا، فإنه سريع الزوال، قال تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: ١٨٥]، وقال: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [النحل: ٩٦]، وقال: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (١٦) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (١٧)} [الأعلى: ١٦، ١٧]، إلى غير ذلك من الآيات.

٢٠ - (ومنها): استحباب الدعاء بالنصر للمسلمين.

٢١ - (ومنها): ما قاله في "الفتح": واحتجّ من أجاز بيع غير المالك بهذه القصّة؛ لأن المساومة وقعت مع غير الغلامين.

وأجيب باحتمال أنهما كانا من بني النجّار فساومهما، وأشرك معهما في المساومة عمّهما الذي كانا في حَجْره. انتهى.

٢٢ - (ومنها): ما قاله القرطبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وفي بنائه -صلى اللَّه عليه وسلم- مسجده بالجذوع والجريد دليلٌ على ترك الزَّخْرفة في المساجد، والتأَنُّق فيها، والإسراف، بل قد ورد عنه -صلى اللَّه عليه وسلم- ما يقتضي النهي عن زخرفتها، وتشييدها، فقال: "ما أُمرتُ بتشييد المساجد"، وقال ابن عبّاس: "لتزخرفُنّها كما زَخرفت اليهود والنصارى". انتهى (٢).

قال الجامع عفا اللَّه عنه: الحديث هذا أخرجه أبو داود في "سننه" بسند


(١) "المفهم" ٢/ ١٢٤.
(٢) "المفهم" ٢/ ١٢٣.