للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ويتمنّاه، وقوله: {فَوَلِّ وَجْهَكَ} إنجاز له بما بشّره به (١).

{شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} أي نحوه، و"شطر" منصوب على الظرفيّة، أي اجعل تولية الوجه تلقاء المسجد الحرام، أي في جهته، وسَمْته؛ لأن استقبال عين القبلة متعسّر على النائي، وذكرُ المسجد الحرام دون الكعبة دليلٌ على أن الواجب مراعاة الجهة دون العين، قاله النسفيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- (٢).

وقال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قال العلماء: هذه الآية مقدَّمة في النزول على قوله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ}، ومعنى {تَقَلُّبَ وَجْهِكَ}: تحوُّل وجهك إلى السماء، قاله الطبريّ. الزجاج: تقلب عينيك في النظر إلى السماء، والمعنى متقارب، وخَصّ السماء بالذكر؛ إذ هي مختصة بتعظيم ما أضيف إليها، ويعود منها، كالمطر والرحمة والوحي، ومعنى {تَرْضَاهَا}: تحبها، قال السدي: كان إذا صلى نحو بيت المقدس رفع رأسه إلى السماء، ينظر ما يؤمر به، وكان يحب أن يُصَلِّي إلى قِبل الكعبة، فأنزل اللَّه تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} [البقرة: ١٤٤]. انتهى (٣).

(فَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ) -بفتح السين المهملة، وكسر اللام-: بطنٌ من الأنصار، قال في "اللباب": هو سَلِمة -بكسر اللام-: هو سَلِمةُ بن سعد بن عليّ بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جُشَم بن الخزرج، والنسبة إليه سَلَميّ بفتح اللام عند النحويين، والمحدِّثون يكسرونها. انتهى (٤).

(وَهُمْ رُكُوعٌ) جمع راكع، والجملة في محلّ نصب على الحال.

[تنبيه]: لم يُذكَر في هذه الرواية القوم الممرور عليهم، وقد ذُكروا في حديث ابن عمر -رضي اللَّه عنهما- الماضي بأنهم أهل قباء، فتنبّه، واللَّه تعالى أعلم.

(فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ) تقدّم في حديث ابن عمر بلفظ "الصبح"، وبلفظ "الغداة"، وكلها بمعنى واحد (وَقَدْ صَلَّوْا رَكْعَةً) جملة حاليّة أيضًا (فَنَادَى: أَلَا) -بفتح الهمزة، وتخفيف اللام-: أداة استفتاح وتنبيه (إِنَّ الْقِبْلَةَ) بكسر همزة


(١) راجع: "حاشية الجمل على الجلالين" ١/ ١١٧.
(٢) "تفسير النسفيّ" ١/ ٨١.
(٣) "تفسير القرطبيّ" ٢/ ١٥٨.
(٤) راجع: "اللباب في تهذيب الأنساب" ١/ ٤٤٧.