قال: أخبرنا شعبة، عن محمد بن زياد، فخالف رواية رفيقه إسحاق بن إبراهيم السابقة في شيئين:
[أحدهما]: أنه قال: أخبرنا شعبةُ عن محمد بن زياد، فعنعن، وقال إسحاق بن إبرهيم:"أخبرنا شعبة، قال: أخبرنا محمد"، فصرّح بالإخبار.
[والثاني]: أنه قال: "محمد بن زياد"، فنسبه إلى أبيه، وفي رواية إسحاق بن إبراهيم:"محمد، وهو ابن زياد"، فلم ينسبه إلى أبيه، بل أتى باسم أبيه بعد كلمة "وهو"؛ إشارةً إلى أن شيخه لم ينسبه، فتفطّن لهذه الدقائق الإسناديّة، فإنها مهمّة جدًّا لطالب علم الحديث، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصّنف) هنا [٨/ ١٢١٤ و ١٢١٥](٥٤١)، و (البخاريّ) في "الصلاة"(٤٦١) و"كتاب العمل في الصلاة"(١٢١٠) و"بدء الخلق"(٣٢٨٤) و"أحاديث الأنبياء"(٣٤٢٣) و"التفسير"(٤٨٠٨)، و (النسائيّ) في "الصلاة" من "الكبرى"(١/ ١٦ - ١٨٧)، و (أحمد) في "مسنده"(٢/ ٢٩٨)، و (أبو عوانة) في "مسنده"(١٧٢٩ و ١٧٣٠ و ١٧٣١)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه"(١١٩١)، و (البغويّ) في "شرح السنّة"(٦٤٦)، واللَّه تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان أن العمل القليل في الصلاة للحاجة، كدفع الأذى، أو لما أذن الشرع فيه، كدفع المارّ بين يديه، وإن أدى إلى المضاربة، أو المقاتلة لا يبطلها.
٢ - (ومنها): ما قاله الخطابيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: فيه دليل على أن رؤية الجنّ للبشر غير مستحيلة، والجن أجسام لطيفة، والجسم وإن لَطُف فدركه غير ممتنع أصلًا، وأما قوله تعالى:{إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ}[الأعراف: ٧٢]، فإن ذلك حكم الأعم الأغلب من أحوال بني آدم، امتحنهم اللَّه تعالى