("انْظُرِي غُلَامَكِ النَّجَّارَ) بالنصب؛ لأنه صفة لـ "غلام".
قال الفيوميّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: نَجَرْتُ الخشبة، نَجْرًا، من باب قتل، والفاعل نَجَّار، والنِّجارة، مثلُ الصِّنَاعة. انتهى. وفي "اللسان": النَّجْرُ: نَحْتُ الخشبة، نَجَرَهَا، ينجُرها، نَجْرًا: نَحَتَها، ونُجَارةُ العُودِ: ما انتُحِتَ منه عند النَّجْر. انتهى.
[تنبيه]: أشبه الأقوال بالصواب في اسم الغلام قول من قال: إنه ميمون، قال في "الفتح": وسماه عباسُ بن سهل، عن أبيه، فيما أخرجه قاسم بن أصبغ، وأبو سعد في "شرف المصطفى" جميعًا من طريق يحيى بن بكير، عن ابن لهيعة: حدثني عُمَارة بن غَزِيَّةَ، عنه، ولفظه: "كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يخطب إلى خشبة، فلما كثر الناس قيل له: لو كنت جعلت منبرًا. . .، قال: وكان بالمدينة نَجَّار واحد، يقال له: ميمون"، فذكر الحديث. وأخرجه ابن سعد من رواية سعيد بن سعد الأنصاري، عن ابن عباس، نحو هذا السياق، ولكن لم يسمه. وفي الطبراني من طريق أبي عبد اللَّه الغفاري: سمعت سهل بن سعد، يقول: كنت جالسًا مع خال لي من الأنصار، فقال له النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اخرج إلى الغابة، وائتني من خشبها، فاعمل لي منبرًا" الحديث.
وجاء في صانع المنبر أقوال أخرى:
أحدها: أن اسمه إبراهيم. أخرجه الطبراني في "الأوسط" من طريق أبي نضرة، عن جابر، وفي إسناده العلاء بن مسلمة الرَّوَّاس، وهو متروك.
ثانيها: بَاقُول -بموحدة، وقاف مضمومة- رواه عبد الرزاق بإسناد ضعيف منقطع، ووصله أبو نعيم في "المعرفة"، لكن قال: باقوم -آخره ميم- وإسناده ضعيف أيضًا.
ثالثها: صُبَاح -بضم المهملة بعدها موحدة خفيفة، وآخره مهملة أيضًا- ذكره ابن بشكوال بإسناد مرسل.
رابعها: كلاب مولى العباس، روى ابن سعد في "الطبقات" من حديث أبي هريرة: أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يخطب، وهو مُستَنِد إلى جِذْع، فقال: "إن القيام قد شق علي"، فقال له تميم الداريّ: ألا أعمل لك منبرًا، كما رأيتُ