للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والاختصار، والتخاصر: أن يَضْرِب الرجل يده إلى خَصْرِهِ (١) في الصلاة، وروي عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه "نَهَى أن يصلي الرجل مُخْتصِرًا"، وقيل: "مُتَخَصِّرًا"، قيل: هو من الْمِخْصَرَة، وقيل: معناه أن يصلي الرجل، وهو واضح يده على خَصْرِهِ، وجاء في الحديث: "الاختصار في الصلاة راحة أهل النار" (٢)، أي أنه فعل اليهود في صلاتهم، وهم أهل النار، على أنه ليس لأهل النار الذين هم خالدون فيها راحة، هذا قول ابن الأثير.

قال ابن منظور: ليس الراحة المنسوبة لأهل النار هي راحتهم في النار، وإنما هي راحتهم في صلاتهم في الدنيا، يعني أنه إذا وَضَعَ يده على خَصْرِهِ كأنه استراح بذلك، وسماهم أهل النار لمصيرهم إليها، لا لأن ذلك راحتهم في النار.

وقال الأزهري في الحديث الأول: لا أدري أرُوي "مُخْتصِرًا"، أو "مُتَخَصرًا"؟ (٣)، ورواه ابن سيرين، عن أبي هريرة "مُخْتَصِرًا"، وكذا رواه أبو عبيد؛ قال: هو أن يصلي، وهو واضع يده على خَصْرِهِ، قال: ويروى في كراهيته حديث مرفوع، قال: ويروى فيه الكراهة عن عائشة، وأبي هريرة، وقال الأزهري: معناه أن ياخذ بيده عصًا يتكئ عليها.

وفيه وجه آخر، وهو أن يقرأ آية من آخر السورة، أو آيتين، ولا يقرأ سورة بكمالها في فرضه، قال ابن الأثير: هكذا رواه ابن سيرين عن أبي هريرة. انتهى (٤).

قال الجامع عفا اللَّه تعالى عنه: القول الأول، وهو وضع اليد على الخاصرة، هو الراجح.


(١) "الْخَصْر": من الإنسان وسطه، وهو المستدقّ فوق الْوَرِكَين، والجمع: خُصُورٌ، مثلُ فَلْس وفُلُوس، قاله في "المصباح" ١/ ١٧٠.
(٢) أخرجه ابن خزيمة وابن حبّان في "صحيحيهما" إلا أن فيه علّة، وهي الانقطاع في سنده، وسيأتي بيانه قريبًا -إن شاء اللَّه تعالى-.
(٣) وقع في بعض نسخ النسائيّ بلفظ: "مُختصرًا"، وفي بعضها: "متخصِّرًا".
(٤) "لسان العرب" ٤/ ٢٤٠.