للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حدّثني أبو هريرة، قال: قال أبو ذرّ: يا رسول اللَّه ذهب أصحاب الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضول أموال يتصدقون بها، وليس لنا مال نتصدق به، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا أبا ذرّ ألا أعلمك كلمات تدرك بهن من سبقك، ولا يَلحقك من خلفك، إلا من أخذ بمثل عملك؟ " قال: بلى يا رسول اللَّه، قال: "تكبر اللَّه عزَّ وجلَّ دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وتحمده ثلاثًا وثلاثين، وتسبحه ثلاثًا وثلاثين، وتختمها بلا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قديرٌ، غُفِرت له ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر" (١).

قال: فهذا ما في حديث أبي هريرة من الاختلاف.

وقد رُوي عنه نوع آخر، وهو التسبيح مائة مرّة، والتكبير مائة مرّة، والتهليل مائة مرّة، والتحميد مائة مرّة، خرّجه النسائيّ في كتاب "عمل اليوم والليلة" بإسناد فيه ضعف، ورُوي موقوفًا على أبي هريرة.

وخرّجه النسائيّ في "السنن" بإسناد آخر عن أبي هريرة مرفوعًا: "من سبّح اللَّه في دبر صلاة الغداة مائة تسبيحة، وهلّل مائة تهليلة، غُفر له ذنوبه، ولو كانت مثل زَبَد البحر" (٢).

ورُوي عن أبي هريرة موقوفًا عبيه: "التسبيح عشرٌ، والتحميد عشرٌ، والتكبير عشرٌ"، وقد أخرجه البخاريّ في "الدعوات" من "صحيحه" من طريق ورقاء، عن سُميّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قالوا: يا رسول اللَّه ذهب أهل الدثور بالدرجات والنعيم المقيم. . . الحديث، وفيه: "تُسبحون في دبر كل صلاة عشرًا، وتحمدون عشرًا، وتكبرون عشرًا".

وقد رُوي عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- من غير حديث أبي هريرة في هذا الباب أنواعٌ أُخر من الذكر:

(فمنها): التسبيح، والتحميد، والتكبير مائة، فالتسبيح والتحميد كلّ منهما


(١) حديث صحيح، أخرجه أحمد في "مسنده" ٢/ ٢٣٨، وأبو داود في "سننه" رقم (١٥٠٤)، وابن حبّان في "صحيحه" ٥/ ٣٥٨.
(٢) حديث صحيحٌ، أخرجه النسائيّ ٣/ ٧٩ و"عمل اليوم والليلة" رقم (١٤٠).