هريرة، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"من أدرك الإمام جالسًا قبل أن يسلّم، فقد أدرك الجماعة وفضلها"، خرّجه الدارقطنيّ، وقال: نوح متروك.
وقد وَهِمَ في لفظه، وخالف جميع أصحاب الزهريّ، ووَهِمَ أيضًا في إسناده، فإنه عن أبي سلمة، لا عن سعيد بن المسيِّب، مع أنه قد روي عن مالك، والأوزاعيّ، عن الزهريّ، عن سعيد، وليس بمحفوظ.
ورَوى أبو الحسن بن جَوْصَا في "مسند الأوزاعيّ": حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، ئنا أبي، عن أبيه يحيى بن حمزة، حدّثني الأوزاعيّ، أنه سأل الزهريّ، عن رجل أدرك من صلاة الجمعة ركعةً؟ فقال: حدّثني أبو سلمة أن أبا هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من أدرك من صلاة ركعةً، فقد أدرك فضيلة الجماعة".
وهذا اللفظ أيضًا غير محفوظ، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ضعّفوه، ذكره الحاكم أبو أحمد في "كتاب الكنى".
ورَوَى أبو عليّ الحنفيّ، واسمه عبيد اللَّه بن عبد المجيد هذا الحديث عن مالك، وقال في حديثه:"فقد أدرك الفضل".
قال ابن عبد البرّ: لا أعلم أحدًا من الرواة قاله عن مالك غيره.
قال: ورواه نافع بن زيد، عن يزيد بن الهاد، عن عبد الوهاب بن أبي بكر، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"من أدرك ركعةً من الصلاة، فقد أدرك الصلاة وفضلها".
وهذه لفظةٌ لم يقلها أحدٌ عن ابن شهاب غير عبد الوهاب هذا، وليس بحجة على من خالفه فيها من أصحاب ابن شهاب.
على أن الليث بن سعد قد رَوَى هذا الحديث عن ابن الهاد، عن ابن شهاب، لم يذكر في إسناده عبد الوهاب، ولا جاء بهذه اللفظة، أعني قوله: وفضلها.
وقد اختلف العلماء فيما يُدرك به فضل الجماعة مع الإمام:
فقالت طائفةٌ: لا يُدرك بدون إدراك ركعة تامّة؛ لظاهر الحديث.
وقد رواه قرّة بن عبد الرحمن، عن الزهريّ، عن أبي سلمة، عن أبي