للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان التشديد في تفويت صلاة العصر.

٢ - (ومنها): بيان عِظَم قدر صلاة العصر عند اللَّه -عزَّ وجلَّ-، وموقعها من الدين، وأن الذي تفوته قد فُجِع بدينه بما ذهب منه كما يُفجَع من ذهب أهله وماله، قاله ابن رجب -رَحِمَهُ اللَّهُ- (١).

٣ - (ومنها): بيان تعظيم فعل الصلاة في وقتها، وهي خير أعمالنا، كما قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة"، أخرجه أحمد، وابن ماجه بإسناد صحيح، وقد سئل النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: أيُّ الأعمال أحب إلى اللَّه؟ فقال: "الصلاة على وقتها"، متّفقٌ عليه، ورُوي: "في أول وقتها".

٤ - (ومنها): بيان تحقير الدنيا وأن قليل عمل البر خير من كثير من الدنيا، فالعاقل العالم بمقدار هذا الخطاب يَحْزَن على فوات صلاة العصر إن لم يدرك منها ركعة قبل غروب الشمس، أو قبل اصفرارها فوق حزنه على ذهاب أهله وماله، قاله ابن عبد البرّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- (٢).

٥ - (ومنها): أنه قد احتَجَّ بهذا الحديث من ذهب إلى أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر، وهو القول الراجح، كما سيأتي في الباب التالي -إن شاء اللَّه تعالى- فقال: خَصّها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بالذكر من أجل أن اللَّه خَصّها بقوله: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى}، فجمعها في قوله: {الصَّلَوَاتِ}، ثم خَصّها بالذكر تعظيمًا لها، كما قال -عزَّ وجلَّ-: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ} [الأحزاب: ٧]، فعَمّ النبيين، ثم قال: {وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} [الأحزاب: ٧]، فخَصّ هؤلاء تعظيمًا لهم، وهم أولو العزم من الرسل، وقد اختَلَفَ العلماء من الصحابة والتابعين، وسائر علماء المسلمين في الصلاة الوسطى (٣)، وسيأتي بيان أقوالهم في الباب التالي -إن شاء اللَّه تعالى-.

٦ - (ومنها): ما قاله الحافظ ابن رجب -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وقد زعم بعض العلماء أن هذا لا يختصّ بفوات العصر، وأن سائر الصلوات فواتها كفوات العصر في


(١) "فتح الباري" لابن رجب ٤/ ٣٠١.
(٢) "التمهيد" ١٤/ ١٢١.
(٣) راجع: "التمهيد" ١٤/ ١٢٢.