للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بفتح الخاء وضمها: واحدة الْخُطْو، قال الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: خَطَوْتُ أَخْطُو خَطْوًا: مشيتُ، الواحدة خَطْوَة، مثل ضَرْب وضَرْبة، والْخُطْوة بالضم: ما بين الرجلين، وجمع المفتوح خَطَوَات على لفظه، مثل شَهْوَة وشَهَوَات، وجمع المضموم خُطَى، وخُطُوَات، مثل غُرْفَةٍ وغُرُفَات في وجوهها. انتهى.

وجملة "يخطوها" في محل جر صفة "خُطْوة"، وقوله: (حَسَنَةً) منصوب على المفعوليّة لـ "كَتَبَ".

(وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً) منصوب على أنه مفعول ثان (وَيَحُطُّ) بفتح أوّله، وضمّ ثانيه، أي يَضَعُ، ويمحو، يقال: حَطَطتُ الرَّحْلَ وغيره حَطًّا، من باب قَتَلَ: أنزلته من عُلو إلى سُفل، وحَطَطت من الدين أسقطت، قاله الفيّوميّ (١)، أي أزال (عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً) وفي رواية النسائيّ: "أو يرفع له بها درجةً، أو يكفّر عنه بها خطيئةً"، بـ "أو"، والظاهر أن "أو" فيه بمعنى الواو، فتأمّل، واللَّه تعالى أعلم.

وزاد في رواية النسائيّ أيضًا قوله: "ولقد رأيتنا نقارب بين الخطأ"، وهو: جمع خطوة بالضم، وهو مسافة ما بين الرِّجلين، أي نقارب المسافة التي بين الرِّجلين في حالة المشي إلى المساجد تكثيرًا لها، ليكثر الأجر والثواب، قال السندي في "شرحه": وينبغي أن يكون اختيار أبعد الطرق مثله، لكن لا يخفى أن فضل الْخُطَا لأجل الحضور في المسجد، والصلاة فيه، والانتظار لها فيه، فينبغي أن يكون نفس الحضور خيرًا منه، فليتأمل، واللَّه تعالى أعلم. انتهى (٢).

(وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا) معاشر الصحابة -رضي اللَّه عنهم-، أو جماعة المسلمين، وقال في "اللمعات": الرؤية ها هنا بمعنى العلم، ولذا اتّحد ضمير الفاعل والمفعول، وإن كانا مختلفين بالإفراد والجمع، وقوله: (وَمَا يَتَخَلَّفُ) سادّ مسدّ المفعول الثاني، والضمير الراجع إلى المفعول الأول محذوف. انتهى (٣).


(١) "المصباح المنير" ١/ ١٤١.
(٢) "شرح السنديّ على النسائيّ" ٢/ ١٠٩.
(٣) راجع: "المرعاة" ٣/ ٥١٨ - ٥١٩.