للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال ابن رجب -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وقد رَوَى أسد بن موسى: ثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بَهْدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رجلًا من الأنصار أرسل إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في داره، فأتاه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، واجتمع قومه، وتغيّب رجل منهم، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أين فلان؟ "، فغمزه رجل منهم، فقال: إنه، وإنه! فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أليس قد شهد بدرًا؟ " قالوا: بلى. قال: "فلعل اللَّه قد اطلع إلى أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" (١).

(قَالَ ابْنُ شِهَابٍ) الزهريّ بالإسناد الماضي، ووَهِمَ من قال: إنه تعليق، قاله في "الفتح" (ثُمَّ سَأَلْتُ) زاد في رواية الكشميهني: "بعد ذلك" (الْحُصَيْنَ) -بضمّ الحاء المهملة، وبالصاد المهملة المفتوحة- وهكذا ضبطه جميع الرواة، إلا القابسيّ، فإنه ضبطه بالضاد المعجمة، "وغَلَّطوه في ذلك" (٢). (ابْنَ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيَّ) المدنيّ، من ثقات التابعين (وَهُوَ أَحَدُ بَني سَالِمٍ، وَهُوَ) أي الحصين بن محمد (مِنْ سَرَاتِهِمْ) أي من سراة بني سالم، و"السَّرَاةُ" -بفتح المهملة-: أي خيارهم، وهو جمع سَرِيّ، قال أبو عبيد: هو المرتفع القدرِ، من سَرُوَ الرجلُ يَسْرُو: إذا كان رفيع القدر، وأصله من السَّرَاة، وهو أرفع المواضع من ظهر الدابة، وقيل: هو رأسها، وهو أرفع الجسم، وفي "الصحاح": وجمع السَّرِيّ سَرَاةٌ، وهو جمع عزيز، أن يُجْمَع فَعِيل على فَعَلَة، ولا يُعرَف غيره. انتهى (٣).

(عَنْ حَدِيثِ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ) متعلّق بـ "سألتُ" (فَصَدَّقَهُ بِذَلِكَ) أي بالحديث المذكور، وهذا يَحْتَمِل أن يكون الحصين سمعه أيضًا من عتبان، ويَحْتَمِل أن يكون حمله عن صحابي آخر.

[تنبيه]: ليس للحصين بن محمد هذا، ولا لعتبان بن مالك في "الصحيحين" (٤) سوى هذا الحديث، وقد سمعه من عتبان أيضًا أنس بن مالك،


(١) "فتح الباري" لابن رجب -رَحِمَهُ اللَّهُ- ٣/ ١٨٩.
(٢) "عمدة القاري" ٤/ ٢٥٠.
(٣) راجع: "عمدة القاري" ٤/ ٢٥٠ - ٢٥١.
(٤) وقد أخرجه البخاريّ في أكثر من عشرة مواضع مطولًا، ومختصرًا، وأما المصنّف، فأخرجه في "الإيمان"، و"الصلاة"، فتنبّه.