وروي عن أبي بكر الصديق، أنه رأى قومًا يصلون على بُسُط، فقال لهم: أَفْضُوا إلى الأرض، وفي إسناده نظر.
ورُوي عن ابن عمر، أنه كان يصلي على الخمرة ويسجد على الأرض، ونحوه عن علي بن الحسين، وقال النخعيّ في السجود على الحصير: الأرض أحب إليّ، وعنه، أنه قال: لا بأس أن يصلي الحصير، لكن لا يسجد عليهِ.
ونَقَلَ حَرْب، عن إسحاق، قال: مضت السنّة من النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه صلى على الخمرة والبساط، وعلى الثوب الحائل بينه وبين الأرض، قال: وإن سجد الرجل على الأرض فهو أحب إليّ، وإن أفضى بجبهته ويديه إلى الأرض فهو أحب إلينا.
وأكثر صلاة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كانت على الأرض، يدلّ على ذلك: أنه لَمّا وَكَفَ المسجد وكان على عَرِيش فصلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- صلاة الصبح، وانصرف وأثر الماء والطين على جبهته وأنفه.
وأخرج أبو داود من رواية شُريح بن هانئ، عن عائشة، قالت: لقد مُطِرنا مرةً بالليل، فطرحنا للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- نِطَعًا، فكأني انظر إلى ثقب فيه ينبع الماء منه، وما رأيته متقيًا الأرض بشيء من ثيابه قط.
وأخرجه الإمام أحمد، ولفظه: قالت: ما رأيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يتقي الأرض بشيء، إلا مرة؛ فإنه أصابه مطر فجلس على طرف بناء، فكأني انظر إلى الماء ينبع من ثقب كان فيه.
وأخرجه ابن جرير، والبيهقيّ وغيرهما، وعندهم: أن شُريحًا قَالَ: سألت عائشة عن صلاة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فذكرت الحديث.
وفي رواية لابن جرير: أن عائشة قالت: ما رأيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صلى على شيء قط، إلا أنه أصابنا مطر ذات ليلة، فاجتر نطعًا، فصلى عليه.
وأخرجه الطبراني، ولفظه: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا صلى لا يضع تحت قدميه شيئًا، إلا أنّا مطرنا يومًا فوضع تحت قدميه نطعًا.
وهذه الرواية من رواية قيس بن الربيع، عن المقدام بن شريح عن أبيه.
وأخرج بَقِيّ بن مَخْلَد في "مسنده" من رواية يزيد بن المقدام بن شريح،