للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

واو، بعدها تاء التأنيث جاء فيه ثلاثة أوجه. انتهى (١).

(إِلَّا رُفِعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ) ببناء الفعل للمفعول، و"درجةٌ" بالرفع على أنه نائب الفاعل، وفي بعض النسخ: "إلا رفع اللَّه له بها درجةً"، وعليه فالفعل مبنيّ للفاعل، و"درجةً" منصوب على المفعوليّة، وكذا ما بعده، واللَّه تعالى أعلم.

وقال ابن الملقّن -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "الدرجة" واحدة الدرجات، وهي الطبقات من المراتب، و"الدُّرَجَة" بضمّ الدال، مثالُ الْهُمَزَة لغة في الدَّرَجة، وهي المرقاة، قاله الجوهريّ.

وهل هذه الدرجة محسوسة، أو معنويّةٌ؟ بمعنى ارتفعت رُتبته، اللَّه أعلم بذلك.

وأما حطّ الخطيئة، فالظاهر أنه محوها من صحيفة السيّئات حقيقةً. انتهى (٢).

(وَحُطَّ عَنْهُ) أي أزال عنه (بِهَا) أي بتلك الخطوة (خَطِيئَةٌ) أي إثمًا (حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ) غاية للرفع والحطّ.

قال الداوديّ: إن كانت له ذنوب حُطّت عنه، وإلا رُفعت له درجات، قال: وهذا يقتضي أن الحاصل بالخطوة درجةٌ واحدةٌ، إما الحطّ، وإما الرفع، أي وتكون الواو بمعنى "أو"، لا بمعنى العطف، وخالف غيره، فقال: بل الحاصل بالخطوة الواحدة ثلاثة أشياء؛ لقوله في الحديث الآخر: "كتب اللَّه له بكلّ خطوة حسنةً، وَيرفعه بها درجةً، ويَحُطّ بها عنه سيّئةً" (٣). انتهى (٤).

قال الجامع عفا اللَّه عنه: الحقّ أن الخطوة الواحدة فيها ثلاث درجات: كتابة الحسنة، ورفع الدرجة، وحطّ السيّئة، كما نصّ الحديث الأخير، فتنبّه، واللَّه تعالى أعلم.


(١) "الإعلام" ٢/ ٣٦٥ - ٣٦٦.
(٢) "الإعلام" ٢/ ٣٦٦.
(٣) تقدّم الحديث مطوّلًا للمصنّف "باب بيان كون صلاة الجماعة من سنن الهدى" [١٤٨٩].
(٤) "المفهم" ٢/ ٢٩٠، و"الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" ٢/ ٣٦٦ - ٣٦٧.