للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقد أخرج الإمام أحمد في "مسنده" عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، أن رجلًا أتى النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: يا رسول اللَّه، أيُّ البلدان شرّ؟ قال: فقال: "لا أدري"، فلما أتاه جبريل عليه السلام قال: "يا جبريل، أيُّ البلدان شرّ؟ " قال: لا أدري حتى أسأل ربي عزَّ وجلَّ، فانطلق جبريل عليه السلام، ثم مَكَثَ ما شاء اللَّه أن يمكث، ثم جاء، فقال: يا محمد، إنك سألتني أيُّ البلدان شرّ؟ فقلت: لا أدري، وإني سألت ربي عزَّ وجلَّ أيُّ البلدان شرّ؟ فقال: أسواقها (١).

وفي سنده (٢) عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، متكلَّم في حفظه، لكن الحديث التالي وحديث الباب يشهدان له فيتقوّى بذلك، فتنبّه.

وأخرجه ابن حبّان في "صحيحه" من حديث ابن عمر -رضي اللَّه عنهما-، ولفظه: أن رجلًا سأل النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أيُّ البقاع شرّ؟ قال: "لا أدري حتى أسأل جبريل"، فسأل جبريل، فقال: لا أدري حتى أسأل ميكائيل، فجاء، فقال: "خير البقاع المساجد، وشرّها الأسواق" (٣).

وفي سنده عطاء بن السائب، وقد اختلط في آخره، والراوي عنه جرير بن عبد الحميد سمع منه بعد اختلاطه، لكن الحديث حسنٌ، بشواهده كما قال بعضهم، فقد يشهد له حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- المذكور في الباب، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- هذا من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٥٤/ ١٥٢٩] (٦٧١)، و (البزّار) في "مسنده"


(١) راجع: "المسند" ٤/ ٨١ رقم (١٦٧٩٠).
(٢) وفي سنده أيضًا زهير بن محمد، لكن الراوي عنه أبو عامر العقديّ، وهو بصريّ، وقد قال الإمام أحمد وغيره: ما روى عنه البصريون مستقيم، وذكر منهم عبد الرحمن بن مهدي، وأبا عامر هذا، وإنما تكلموا في رواية الشاميين عنه، فتنبّه.
(٣) "صحيح ابن حبان" ٤/ ٤٧٦ رقم (١٥٩٩).