من الإنقاذ، كما قال تعالى:{فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} الآية [آل عمران: ١٠٣]، وثلاثيّه النَّقْذُ، قال ابن دُريد: النَّقْذُ مصدر نَقِذَ بالكسر يَنقَذ نَقَذًا بالتحريك: إذا نجى.
وفي رواية للبخاريّ:"وأن يكره أن يعود في الكفر، كما يكره أن يُقذف في النار":
قال القرطبيّ رحمه الله تعالى: هذه الكراهية مُوحِيَةٌ لما انكشف للمؤمن من حسن الإسلام، ولمَا دخل قلبه من نور الإيمان، ولمَا خلّصه من الله تعالى من رذائل الجهالات، وقُبْح الكفران، والحمد لله. انتهى.
وقال في "الفتح": والإنقاذ أعم من أن يكون بالعصمة منه ابتداءً، بأن يولد على الإسلام ويستمرّ، أو بالإخراج من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان، كما وقع لكثير من الصحابة، وعلى الأول فيُحْمَل قوله:"يعود" على معنى الصيرورة، بخلاف الثاني، فإن العود فيه على ظاهره.
[فإن قيل]: فلِمَ عَدَّى العودَ بـ "في"، ولم يُعَدِّه بـ "إلى"؟.
[فالجواب]: أنه ضمّنه معنى الاستقرار، وكأنه قال: يستقر فيه، ومثله قوله تعالى:{وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا}[الأعراف: ٨٩]. انتهى (١)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في بيان تخريجه:
أخرجه المصنّف هنا في "الإيمان"[١٧/ ١٧٣](٤٣)، وفي [١٧/ ١٧٤]، وفي [١٧/ ١٧٥] بالأسانيد المذكورة.
و (البخاريّ) في "الإيمان"(١٦ و ٢١) و"الأدب"(٦٠٤١)، و"الإكراه" ٦٩٤١، و (الترمذيّ) في "الإيمان"(٢٦٢٤) عن ابن أبي عمر، عن عبد الوهاب به، و (النسائيّ) في "الإيمان" ٨/ ٩٦، و (ابن ماجه) في "الفتن"(٤٠٣٣)،