أخرجه (المصنّف) هنا في "الإيمان"[١٩/ ١٧٨ و ١٧٩](٤٥) بهذين الإسنادين.
و (البخاريّ) في "الإيمان"(١٣)، وفي "الأدب المفرد"(١٢١)، و (الترمذيّ) في "صفة القيامة"(٢٥١٥)، و (النسائيّ) في "الإيمان"(٨/ ١١٥، ٢٥١٥)، و (ابن ماجه) في "المقدّمة"(٦٦)، و (أحمد) في "مسنده" ٢/ ٣٧٣، و (الدارميّ) في "الرقاق"(٢٦٢٣)، و (أبو عوانة) في "صحيحه"(١/ ٣٠)، و (أبو نُعيم) في "المستخرج"(١٦٦ و ١٦٧)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان بعض خصال الإيمان، وذلك أن محبّة الإنسان لأخيه المسلم ما يحبّ لنفسه شعبة من شعب الإيمان، وعلامة على أنه مؤمن كامل الإيمان.
٢ - (ومنها): أن فيه دلالة على التواضع؛ لأنه إذا أحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه كان دليلًا على أنه بريء من الكبر، والحسد، والحقد، والغلّ، والغشّ، وغيرها من الأخلاق الدنيئة، والخصال الذميمة، بل هو متحلّ بالتواضع، واللِّين، والرفق، وإيثار إخوانه على نفسه، وغيرها من الأخلاق الكريمة، والشيم العظيمة.
٣ - (ومنها): ما قاله الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى: لَمّا نفى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - الإيمان عمن لم يُحب لأخيه ما يُحبّ لنفسه، دلّ على أن ذلك من خصال الإيمان، بل من واجباته، فإن الإيمان لا يُنفَى إلا بانتفاء بعض واجباته، كما قال:"لا يزني الزاني حين يزني، وهو مؤمن … " الحديث. وإنما يُحب الرجل لأخيه ما يُحبّ لنفسه إذا سلم من الحسد، والغلّ، والغشّ، والحقد، وذلك واجبٌ، كما قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابّوا"، رواه مسلم، فالمؤمن أخو المؤمن، يحبّ له ما يُحبّ لنفسه، ويحزنه ما يحزنه، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "مثل المؤمنين في توادّهم، وتراحمهم، وتعاطفهم، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضوٌ، تداعى له سائر الجسد بالحمّى والسهر"، متّفقٌ عليه.
فإذا أحب المؤمن لنفسه فضيلةً من دين، أو غيره أحبّ أن يكون لأخيه نظيرها، من غير أن تزول عنه، كما قال ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما: إني