للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الطفيل، عن معاذ، فذكره (١).

فهذا المفضَّل قد تابع قتيبة، وإن كان قتيبة أجلّ من المفضل، وأحفظ، لكن زال تفرد قتيبة به، ثم إن قتيبة صَرَّح بالسماع، فقال: حدّثنا، ولم يُعنعن، فكيف يقدح في سماعه، مع أنه بالمكان الذي جعله اللَّه به من الأمانة والحفظ والثقة والعدالة.

وقد رَوَى إسحاق ابن راهويه، حدّثنا شبابة، حدّثنا الليث، عن عُقيل، عن ابن شهاب، عن أنس: "أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا كان في سفر، فزالت الشمس صلى الظهر والعصر، ثم ارتحل" (٢).

وهذا إسناد كما ترى، وشبابة هو شبابة بن سَوّار الثقة المتَّفَق على الإحتجاج بحديثه، وقد روى له مسلم في "صحيحه"، عن الليث بن سعد بهذا الإسناد، على شرط الشيخين، وأقل درجاته أن يكون مُقَوِّيًا لحديث معاذ، وأصله في "الصحيحين" لكن ليس فيه جمع التقديم.

ثم قال أبو داود: وروى هشام، عن عروة، عن حسين بن عبد اللَّه، عن كُريب، عن ابن عباس، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- نحو حديث المفضَّل، يعني حديث معاذ في جمع التقديم، ولفظه: عن حسين بن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن عباس، عن كريب، عن ابن عباس، أنه قال: ألا أخبركم عن صلاة النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في السفر، كان إذا زالت الشمس، وهو في منزله جمع بين الظهر والعصر في الزوال، وإذا


(١) رواه أبو داود برقم (١٢٠٨) في "الصلاة" وهشام بن سعد مختلف فيه، وقد خالفه الحفّاظ من أصحاب أبي الزبير، كمالك، والثوريّ، وقرّة بن خالد، وغيرهم، فلم يذكروا في روايتهم جمع التقديم، وفي الباب عن ابن عبّاس -رضي اللَّه عنهما- عند الشافعيّ ١/ ١١٦ - ١١٧، وأحمد ١/ ٣٦٧، وفيه حسين بن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه، وهو ضعيفٌ، لكن له شاهد من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن ابن عبّاس -رضي اللَّه عنهما-، أخرجه أحمد (٢١٩١)، والبيهقيّ ٣/ ١٦٤، ورجاله ثقات، لكن كما قال الحافظ: مشكوك في رفعه، والمحفوظ أنه موقوف، وقد أخرجه البيهقيّ من وجه آخر مجزومًا بوقفه، عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-.
(٢) رواه البيهقيّ في "الكبرى" ٣/ ١٦٢، وإسناده صحيح.