للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

و (الترمذيّ) في "الصلاة" (٤٧٤) وفي "الشمائل" (٢٩٠)، و (النسائى) في "الكبرى" (٤٨٦)، و (أحمد) في "مسنده" (٢/ ٣٤٢ و ٣٤٣)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (١٢٣٣)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (٢١٢٩)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (١٢٢٣)، واللَّه تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان استحباب سنيّة صلاة الضحى، وهو واضحٌ، وحَكَى عياض عن قوم، أنه ليس في حديث أم هانئ -رضي اللَّه عنها- دلالةٌ على ذلك، قالوا: وإنما هي سنة الفتح، وقد صلاها خالد بن الوليد في بعض فتوحه كذلك.

وقال عياض أيضًا: ليس حديث أم هانئ بظاهر في أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- قصد بها سنة الضحى، وإنما فيه أنها أخبرت عن وقت صلاته فقط، وقد قيل: إنها كانت قضاء عما شُغِل عنه تلك الليلة من حزبه فيه.

وتعقبه النوويُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- بأن الصواب صحة الاستدلال به؛ لما رواه أبو داود وغيره من طريق كريب، عن أم هانئ -رضي اللَّه عنها- أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- صلى سُبْحة الضحى، ولمسلم في "كتاب الطهارة" من طريق أبي مُرّة، عن أم هانئ -رضي اللَّه عنه- في قصة اغتساله -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم الفتح: "ثم صلى ثمان ركعات سبحة الضحى"، ورَوَى ابن عبد البرّ في "التمهيد" من طريق عكرمة بن خالد، عن أم هانئ، قالت: قَدِمَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مكة، فصلى ثمان ركعات، فقلت ما هذه؟ قال: "هذه صلاة الضحى"، قاله في "الفتح" (١).

قال الجامع عفا اللَّه عنه: قد تبيّن بما ذُكر من الأدلّة أن الاستدلال بحديث أم هانئ -رضي اللَّه عنها- هذا على سُنيّة صلاة الضحى واضح، وأن الذين أوّلوا بأنها صلاة الفتح لم يُصيبوا، فتبصّر، واللَّه تعالى أعلم.

٢ - (ومنها): بيان عدد ركعات صلاة الضحى، قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "شرحه": في رواية عائشة -رضي اللَّه عنها-: "أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يصلي الضحى أربع ركعات، ويزيد ما شاء"، وفي رواية: "ما شاء اللَّه"، وفي حديث أم هانئ -رضي اللَّه عنها-: "أنه صلى ثماني ركعات"، وفي حديث أبي ذرّ، وأبي هريرة، وأبي الدرداء -رضي اللَّه عنهم-:


(١) "الفتح" ٣/ ٦٤ - ٦٥.