للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال القرطبيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: الأوابون: جمع أوّاب، وهو مبالغة آيب، وهو من اَب إلى كذا: أي: رجع، ومنه قول تأبّط شرًّا:

فَأُبْتُ إِلَى فَهْمٍ وَمَا كِدتُ آيِبًا

أي: رجعت، فمعنى الأوّابين هنا، وفي قوله تعالى: {فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا} [الإسراء: ٢٥] أي: الراجعين من الإساءة إلى الإحسان، على ما قاله قتادة، وقال مجاهد: التائبون، وابن عمر: المستغفرون، وقال ابن عبّاس: المسبّحون، وكلُّ ذلك متقارب. انتهى (١).

(حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ") هو بفتح التاء والميم، يقال: رَمِضَ يَرْمَضُ، كعَلِمَ يَعْلَمُ، والرَّمضاءُ: الرمل الذي اشتدّت حرارته بالشمس؛ أي: حين يَحترق أخفاف الفِصَال، جمع فَصِيل، وهي الصغار من أولاد الإبل، قاله النوويُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- (٢).

وقال ابن الأثير -رَحِمَهُ اللَّهُ-: يريد أن صلاة الضحى عند ارتفاع النهار، وشدّة الحرّ. انتهى (٣).

وقال القرطبيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وأما الْفِصَال والْفُصْلان: جمع فَصِيل، وهو الذي يُفْطَمُ عن الرضاعة من الإبل، وأما الرمضاء: فشدّة الحرّ في الأرض، وخَصّ الفُصلان هنا بالذكر؛ لأنها هي التي تَرْمَضُ قبل انتهاء شدّة الحرّ التي تَرْمَضُ فيها أمهاتها؛ لقلّة جَلَدها، وذلك يكون في الضحى، أو بعده بقليل، وهو الوقت المتوسّط بين طلوع الشمس وزوالها. انتهى (٤)، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث زيد بن أرقم -رضي اللَّه عنه- هذا من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٢١/ ١٧٤٦ و ١٧٤٧] (٧٤٨)، و (الطيالسيّ) في "مسنده" (٦٨٧)، و (أحمد) في "مسنده" (٤/ ٣٦٦ و ٣٦٧ و ٣٧٢ و ٣٧٤ و ٣٧٥)،


(١) "المفهم" ٢/ ٣٥٩.
(٢) "شرح النووي" ٦/ ٣٠.
(٣) "النهاية" ١/ ٧٩.
(٤) "المفهم" ٢/ ٣٥٩.