شهاب، عن أبي سعيد - رضي الله عنه -، ومن رواية إسماعيل بن رَجَاء، عن أبيه، عن أبي سعيد - رضي الله عنه -.
قال: وقد رُوِي معناه من وجه آخر، فخرّجه مسلم، من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي، إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب .... " الحديث.
ورَوَى سالم المرادي، عن عمرو بن هَرِم، عن جابر بن زيد، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"سيصيب أمتي في آخر الزمان بلاءٌ شديدٌ من سلطانهم، لا ينجو منه إلا رجلٌ عَرَف دين الله، فجاهد عليه بلسانه ويده وقلبه، فذلك الذي سبقت له السوابق، ورجل عرف دين الله، فصدّق به وللأوّل عليه سابقةٌ، ورجلٌ عرف دين الله، فسكت عليه، فإن رأى من يعمل بخير أحبه عليه، وإن رأى من يعمل بباطل أبغضه عليه، فذلك الذي ينجو على إبطائه"، وهذا غريب، وإسناده منقطع.
وخرّج الإسماعيلي من حديث أبي هارون العبدي، وهو ضعيف جدًّا، عن مولى لعمر، عن عمر - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"توشك هذه الأمة أن تهلك إلا ثلاثة نفر: رجل أنكر بيده وبلسانه وبقلبه، فإن جَبُن بيده فبلسانه وقلبه، فإن جبن بلسانه وبيده فبقلبه".
وخرّج أيضًا من رواية الأوزاعي، عن عمير بن هانئ، عن عليّ - رضي الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:"سيكون بعدي فِتَنٌ لا يستطيع المؤمن فيها أن يغير بيده ولا بلسانه"، قلت: يا رسول الله، وكيف ذلك؟ قال:"ينكرونه بقلوبهم"، قلت: يا رسول الله، وهل ينقص ذلك إيمانهم شيئًا؟ قال:"لا، إلا كما ينقص القطر من الصَّفَا"، وهذا الإسناد منقطع.
وخرّج الطبراني معناه من حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بإسناد ضعيف. فدَلَّت هذه الأحاديث كلُّها على وجوب إنكار المنكر بحسب القدرة عليه، وأما إنكاره بالقلب فلا بد منه، فمن لم يُنكر قلبه المنكر دلّ على ذهاب الإيمان من قلبه.
وقد رُوِي عن أبي جحيفة - رضي الله عنه - قال: قال علي - رضي الله عنه -: "إن أول ما تُغلبون عليه من الجهاد بأيديكم، ثم الجهاد بألسنتكم، ثم الجهاد بقلوبكم، فمن لم