للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ) وقوله: ("اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي) اسم "يكون" محكيّ؛ لقصد لفظه (مَا قَدَّمْتُ) أي: من السيّئة، و"ما" موصول مفعول "اغفر" (وَمَا أَخَّرْتُ) أي: من عمل؛ أي: جميع ما فَرَط مني، قاله الطيبيّ، وقيل: ما قدّمت قبل النبوّة، وما أخّرت بعدها، وقيل: ما أخّرته في علمك مما قضيته عليّ، وقيل: معناه إن وقع مني في المستقبل ذنبٌ، فاجعله مقرونًا بمغفرتك، فالمراد من طلب المغفرة قبل الوقوع أن يُغفر إذا وقع (وَمَا أَسْرَرْتُ، وَمَا أَعْلَنْتُ) أي: جميع ذنوبي؛ لأنها إما سرٌّ، أو عَلَنٌ (وَمَا أَسْرَفْتُ) أي: جاوزت فيه الحدّ (وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي) أي: ذنوبي التي لا أعلمها عددًا وكمًّا وكيفًا (أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ) قيل: معناه قدّم من شاء بالتوفيق إلى مقامات السابقين، وأخّر من شاء عن مراتبهم، كما اقتضته حكمته، وقيل: قدّم من أحبّ من أوليائه على غيرهم من عبيده، وأخّر من أبعده من غيرهم، فلا مقدّم لما أخّره، ولا مؤخّر لما قدّمه.

وقال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: أي: تقدّم من تشاء، فتجعلهم أنبياء وأولياء وعلماء وفضلاء، وتؤخّر من تشاء، فتجعله فرعون وأبا جهل، أو تُملِّك الملك من تشاء، وتَنزع الملك ممن تشاء، وعلى الجملة فكلّ تقديم وتأخير منه. انتهى (١).

(لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ") أي: لا معبود بحقّ إلا أنت سبحانك لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث عليّ -رضي اللَّه عنه- هذا من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٢٨/ ١٨١٢ و ١٨١٣] (٧٧١)، و (أبو داود) في "الصلاة" (٧٤٤ و ٧٦٠ و ٧٦١ و ٢٥٠٩)، و (الترمذيّ) في "الصلاة" (٢٦٦) و"الدعوات" (٣٤٢١ و ٣٤٢٢ و ٣٤٢٣)، و (النسائيّ) (٢/ ١٢٩ و ٢٢٠)، و (ابن ماجه) في "إقامة الصلاة" (٨٦٤ و ١٠٥٤)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (١٦٠٧


(١) "المفهم" ٢/ ٤٠٣.