و (ابن حبّان) في "صحيحه"(١١٦)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"(٢/ ٣٩٥)، و (البغويّ) في "شرح السنّة"(١١٩٣)، واللَّه تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان فضل قراءة القرآن، وأنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه الملازمين لتلاوته العاملين به.
أخرج الإمام أحمد، والدارميّ بسند حسن، عن عبد اللَّه بن بُريدة، عن أبيه، قال: كنت جالسًا عند النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فسمعته يقول:"تعلموا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البَطَلَة"، قال: ثم مكث ساعةً، ثم قال:"تعلموا سورة البقرة، وآل عمران، فإنهما الزهراوان، يُظِلان صاحبهما يوم القيامة، كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو فِرْقان من طير صَوَافّ، وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة، حين ينشق عنه قبره، كالرجل الشاحب، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كلَّ تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كلِّ تجارةٍ، فيُعْطَى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويُكْسَى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذه؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال له: اقرأ واصعد في درجة الجنة وغرفها، فهو في صعودٍ ما دام يَقْرَأ هَذًّا كان أو ترتيلًا"(١).
٢ - (ومنها): بيان فضل سورة البقرة، وآل عمران، وبيان محاجّتهما عن أصحابهما.
٣ - (ومنها): بيان فضل قراءة سورة البقرة، وأن أخذها بركة لأصحابها، وتركة حسرة، وأن البَطَلَة لا يستطيعونها.
(١) حديث حسنٌ، أخرجه أحمد في "مسنده" (٢٢٤٤١)، والدارميّ في "مسنده" (٣٢٥٧)، وفي سنده بشير بن المهاجر، وثقه ابن معين، وغيره، وتكلّم فيه بعضهم، فهو حسن الحديث، وقد صحّح الحديث الشيخ الألباني -رَحِمَهُ اللَّهُ-. انظر: "السلسلة الصحيحة" ٦/ ٧٩٢.