٤ - (ومنها): أن فيه جوازَ قول "سورة البقرة"، و"سورة آل عمران"، و"سورة النساء"، و"سورة المائدة"، وشبهها، ولا كراهة في ذلك، وكرهه بعض المتقدمين، وقال: إنما يقال: السورة التي يُذْكَر فيها آل عمران، والصواب الأول، وبه قال الجمهور؛ لأن المعنى معلوم، قاله النوويُّ (١).
وقال الإمام البخاريّ في "صحيحه": "باب من لم يَرَ بأسًا أن يقول: سورة البقرة، وسورة كذا وكذا".
قال في "الفتح": أشار بذلك إلى الردّ على من كَرِه ذلك، وقال: لا يقال إلا: السورة التي يُذْكَر فيها كذا.
قال القاضي عياض: حديث أبي مسعود -رضي اللَّه عنه- حجة في جواز قول سورة البقرة ونحوها، وقد اختُلِف في هذا، فأجازه بعضهم، وكرهه بعضهم، وقال: تقول: السورة التي تُذكر فيها البقرة.
وأقوى في ذلك قول النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- المذكور في هذا الحديث:"اقرءوا الزهراوين: البقرة، وسورة آل عمران"، وقوله:"اقرءوا سورة البقرة"، وقد جاءت فيه أحاديث كثيرة صحيحة من لفظ النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-.
قال النوويُّ في "الأذكار": يجوز أن يقول: "سورة البقرة"، إلى أن قال:"وسورة العنكبوت"، وكذلك الباقي، ولا كراهة في ذلك، وقال بعض السلف: يكره ذلك، والصواب الأول، وهو قول الجماهير، والأحاديث فيه عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أكثر من أن تُحْصَر، وكذلك عن الصحابة، فمن بعدهم.
قال الحافظ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وقد جاء فيما يوافق ما ذهب إليه البعض المشار إليه حديثٌ مرفوعٌ عن أنس -رضي اللَّه عنه- رفعه:"لا تقولوا: سورة البقرة، ولا سورة آل عمران، ولا سورة النساء"، وكذلك القرآن كله، أخرجه أبو الحسين بن قانع في "فوائده"، والطبرانيّ في "الأوسط"، وفي سنده عُبيس بن ميمون العطار، وهو ضعيف، وأورده ابن الجوزيّ في "الموضوعات"، ونَقَلَ عن أحمد أنه قال: هو حديث منكر.
قال: وقد تقدّم في "باب تاليف القرآن" حديثُ يزيد الفارسيّ، عن ابن