للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢ - (ومنها): أنه مسلسل بالشاميين، غير شيخه، فمروزيّ.

٣ - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ مخضرم.

٤ - (ومنها): أن صحابيّه -رضي اللَّه عنه- من المقلّين من الرواية، فليس لى في الكتب الخمسة إلا خمسة أحاديث، راجع: "تحفة الأشراف" (٨/ ٢٩٧ - ٢٩٩)، واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث:

(عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ) بتصغير الاسمين أنه (قَالَ: سَمِعْتُ النَّوَّاسَ) بفتح النون، وتشديد الواو (ابْنَ سَمْعَانَ) قال النوويُّ: يقال: سَمْعان بكسر السين وفتحها. انتهى (١). وقال في "القاموس" و"شرحه": "وسِمْعانُ" بكسر السين، والعامّة تفتحها (٢). (الْكِلَابِيَّ) بكسر الكاف، وتخفيف اللام: نسبة إلى قبيلة معروفة (٣). (يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقُولُ: "يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ") بالبناء للمفعول، قيل: مصوّرًا بثوابه، والصواب كما سبق إبقاء النصّ على ظاهره، فيأتي القرآن نفسه، وفي رواية الترمذيّ: "يأتي القرآن" (يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَهْلِهِ) بالجرّ عطفًا على "القرآن" (الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ) هذا إعلام بأن من قرأ القرآن، ولم يعمل به، فلم يُحرِّم حرامه، ولم يُحلِّل حلاله، ولم يعتقد عَظَمته ليس من أهله، ولا يكون القرآن شفيعًا له يوم القيامة، بل يكون حجة عليه، كما تقدّم في حديث أبي مالك الأشعريّ -رضي اللَّه عنه- مرفوعًا: "القرآن حجة لك أو عليك".

وأخرج الدارميّ عن أبي موسى الأشعريّ -رضي اللَّه عنه- أنه قال: "إن هذا القرآن كائن لكم أجرًا، وكائن لكم ذكرًا، وكائن بكم نورًا، وكائن عليكم وِزْرًا، اتبعوا القرآن، ولا يتبعكم القرآن، فإنه من يَتَّبعِ القرآن يَهْبِط به في رياض الجنة، ومن اتبعه القرآن يَزُخُّ (٤) في قفاه، فيقذفه في جهنم".

(تَقْدُمُهُ) بضمّ الدال، يقال: قَدَمتُ القومَ قَدْمًا، من باب نصر: إذا تقدّمتهم، أي تتقدّم القرآنَ، قال الطيبيُّ: الضمير في "تقدُمهُ" للقرآن، أي يتقدّم


(١) "شرح النوويّ" ٦/ ٩١.
(٢) "تاج العروس" ٥/ ٣٨٧.
(٣) راجع: "اللباب في تهذيب الأنساب" ٢/ ٢٦٩.
(٤) أي يدفع.