٣ - (ومنها): بيان كرامة النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- على ربه، حيث أكرمه بما لم يكرم الأنبياء الذين قبله، فأعطاه هذين النورين.
٤ - (ومنها): إثبات الأبواب للسماء، وأنها تُفْتَح، وتُغْلَق، وأن بعض الملائكة لا ينزل إلى الأرض إلا لمثل هذه البشارة، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
(المسألة الرابعة): في ذكر ما ورد من فضائل فاتحة الكتاب غير حديث الباب:
(فمنها): ما تقدم للمصنف من حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- مرفوعًا:"قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين"، الحديث.
(ومنها): ما أخرجه البخاريّ في "صحيحه" عن أبي سعيد بن الْمُعَلَّى -رضي اللَّه عنه- قال: كنت أصلي في المسجد، فدعاني رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلم أُجبه، فقلت: يا رسول اللَّه إني كنت أصلي، فقال:"ألم يقل اللَّه: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}؟ [الأنفال: ٢٤] "، ثم قال لي:"لأُعَلِّمنّك سورةً، هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد"، ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج قلت له: ألم تقل: "لأعلمنك سورة، هي أعظم سورة في القرآن؟ "، قال:" {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته".
(ومنها): ما أخرجه الشيخان، وأبو داود من حديث أبي سعيد الخدريّ -رضي اللَّه عنه-، قال: كنا في مسير لنا، فنزلنا، فجاءت جارية، فقالت: إن سيد الحي سَليم، وإن نفرنا غَيْب، فهل منكم راقٍ؟ فقام معها رجل ما كُنَّا نَأبُنُهُ (١) برقية، فرقاه فبرأ، فأمر له بثلاثين شاة، وسقانا لبنًا، فلما رجع قلنا له: أكنت تحسن رقية، أو كنت ترقي؟ قال: لا، ما رَقَيت إلا بأم الكتاب، قلنا: لا تُحْدِثُوا شيئًا حتى نأتي، ونسأل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلما قدمنا المدينة ذكرنا ذلك للنبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال:"وما كان يُدريه أنها رقية؟ اقسموا لي بسهم"، وفي بعض