لَمّا أخبروه -صلى اللَّه عليه وسلم- بما قاله الرجل (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ) قال ابن دقيق العيد -رَحِمَهُ اللَّهُ-: يَحْتَمِل أن يكون سبب محبة اللَّه له محبته لهذه السورة، ويَحْتَمِل أن يكون لما دلّ عليه كلامه؛ لأن محبته لذكر صفات الرب دالة على صحة اعتقاده. انتهى.
قال الجامع عفا اللَّه عنه: الاحتمال الأول هو الأظهر الموافق لظاهر النصّ، فتأمله، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث عائشة -رضي اللَّه عنها- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٤٦/ ١٨٩٠](٨١٣)، و (البخاريّ) في "التوحيد" (٧٣٧٥)، و (الترمذيّ) في "فضائل القرآن" (٢٩٠١)، و (النسائيّ) في "الافتتاح" (٩٩٣)، و"الكبرى" (١٠٦٥)، وفي "عمل اليوم والليلة" (٧٠٣)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (٣٩٥٠)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (١٨٤١)، واللَّه تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان فضل "سورة الإخلاص"؛ حيث كانت محبتها موجبةً لمحبة اللَّه عزَّ وجلَّ التي هي أُمْنِيّة كل قاصد، ورغبة كل راغب، اللهم ارزقنا حبك، وحب من ينفعنا حبه عندك، والعمل الذي يبلغنا حبك، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.
٢ - (ومنها): بيان جواز الجمع بين سُوَر متعددة غير الفاتحة؛ لأنه -صلى اللَّه عليه وسلم- قرر الرجل على فعله، وبَشَّره بما بشره به.
٣ - (ومنها): بيان جواز خصيص بعض القرآن بميل النفس إليه، والاستكثار منه، ولا يُعدّ ذلك هِجرانًا لغيره من القرآن، قاله ابن المنيِّر -رَحِمَهُ اللَّهُ-.
٤ - (ومنها): ما قاله ابن الْمُنَيِّر -رَحِمَهُ اللَّهُ- أيضًا في هذا الحديث أن المقاصد تُغَيِّر أحكام الفعل؛ لأن الرجل لو قال: إن الحامل له على إعادتها أنه لا يحفظ غيرها، لأمكن أن يأمره بحفظ غيرها، لكنه اعتَلّ بحبها، فظهرت صحة