للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومنها: ما لا تتغير صورته، ويتغير معناه بالإعراب، مثل: {رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} [سبأ: ١٩]، و"رَبُّنَا بَاعَدَ".

ومنها: ما تبقى صورته، ويتغير معناه باختلاف الحروف، مثل قوله: {نُنْشِزُهَا} [البقرة: ٢٥٩]، و"ننشُرُها".

ومنها: ما تتغير صورته، ويبقى معناه: مثل: {كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} [القارعة: ٥]، و"كالصوف المنفوش".

ومنها: ما تتغير صورته، ومعناه، مثل: {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩)} [الواقعة: ٢٩]، "وطلع منضود".

ومنها: بالتقديم والتأخير، كقوله: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ} [ق: ١٩]، "وجاءت سكرة الحق بالموت".

ومنها: بالزيادة والنقصان، مثل قوله: "تسع وتسعون نعجة أنثى"، وقوله: "وأما الغلام فكان كافرًا وكان أبواه مؤمنين"، وقوله: "فإن اللَّه من بعد إكراههن لهن غفور رحيم".

[القول الخامس]: إن المراد بالأحرف السبعة معاني كتاب اللَّه تعالى، وهي أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال.

قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذا لا يسمى أحرفًا، وأيضًا فالإجماع على أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال، ولا في تغيير شيء من المعاني.

وذكر القاضي ابن الطيب في هذا المعنى حديثًا عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم قال: ولكن ليست هذه هي التي أجاز لهم القراءة بها، وإنما الحرف في هذه بمعنى الجهة والطريقة، ومنه قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} [الحج: ١١]. فكذلك معنى هذا الحديث على سبع طرائق، من تحليل، وتحريم، وغير ذلك.

وقد قيل: إن المراد بقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أنزل القرآن على سبعة أحرف": القراءات السبع التي قرأ بها القراء السبعة؛ لأنها كلها صحّت عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهذا ليس بشيء؛ لظهور بطلانه. انتهى كلام القرطبيُّ ببعض تصرف (١).


(١) راجع: "الجامع لأحكام القرآن" ١/ ٤٢ - ٤٦.