للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تخفيفٌ غريبٌ. انتهى كلام السمين -رَحِمَهُ اللَّهُ- (١).

(أَوْ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ يَاسِنٍ؟) قال في "شرح القاموس": ماءٌ ياسنٌ متغيِّرٌ، لغةٌ في آسن، لبعض العرب. انتهى (٢).

[تنبيه]: لم أجد من ذكر من القرّاء من قرأ بـ "ياسن" بوزن فاعل، كما في هذا الحديث، إلا ما تقدّم من حكاية السمين أنه قرئ بـ "يَسِنٍ" بوزن فَعِل، كفَرِحٍ، واللَّه تعالى أعلم.

(قَالَ) أبو وائل (فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ) بن مسعود -رضي اللَّه عنه- (وَكُلَّ الْقُرْآنِ) بنصب "كلَّ" مفعولًا مقدّمًا لـ (قَدْ أَحْصَيْتَ) أي: استوعبت حفظه (غَيْرَ هَذَا؟) وفي نسخة: "غير هذا الحرف"، وهذا ليس بجواب، وإنما لم يُجبه لأنه فَهِمَ منه أنه غير مسترشد في سؤاله؛ إذ لو كان مسترشِدًا لوجب جوابه، أفاده النوويُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- (٣).

(قَالَ) الرجل (إِنِّي لَأَقْرَأُ الْمُفَصَّلَ فِي رَكْعَةٍ) "الْمُفَصَّل" بصيغة اسم المفعول المضعّف اختُلف في أوله، والصحيح أنه من {ق} إلى آخر القرآن، وسُمّي مفصّلًا؛ لكثرة الفصل بين سُوره بالبسملة على الصحيح، قاله في "الفتح" (٤).

(فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ) بفتح الهاء، وتشديد الذال العجمة: أي سَرْدًا وإفراطًا في السرعة، وهو منصوب على المصدر، وهو استفهام إنكار بحذف أداة الاستفهام، وذكر في "الفتح" (٥) أنها ثابتة في رواية منصور عند مسلم، ولم أر ذلك في النسخ التي عندي، ولعله وجد نسخة أثبتت ذلك، واللَّه تعالى أعلم.

وإنما قال له ذلك؛ لأن تلك الصفة كانت عادتهم في إنشاد الشعر. انتهى.


(١) "الدرّ المصون في علوم الكتاب المكنون" ٩/ ٦٩٢.
(٢) "تاج العروس من جواهر القاموس" ٩/ ٣٧٠.
(٣) "شرح النوويّ" ٦/ ١٠٤.
(٤) "الفتح" ٢/ ٣٠٢ "كتاب الأذان" رقم (٧٧٥).
(٥) راجع: "الفتح" ٢/ ٣٠٢ - ٣٠٣.