للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أعطاه قال أبو هريرة: فلقيت عبد اللَّه بن سلام، فذكرت له هذا الحديث، فقال: أنا أعلم تلك الساعة، فقلت: أخبرني بها، ولا تَضُنَّ بها عليّ، قال: هي بعد العصر إلى أن تغرب الشمس، قلت: وكيف تكون بعد العصر، وقد قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا يوافقها عبد مسلم، وهو يصلي"، وتلك الساعة لا يُصَلَّى فيها؟ قال عبد اللَّه بن سلام: أليس قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من جلس مجلسًا ينتظر الصلاة، فهو في صلاة قلت: بلى، قال: فهو ذاك. لفظ الترمذيّ، وقال: حسن صحيحٌ.

وفي رواية أبي داود، والنسائيّ، والحاكم: قال عبد اللَّه بن سلام: هي آخر ساعة من يوم الجمعة، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين.

ورواه أحمد في "مسنده" من حديث العباس، وهو عبد الرحمن بن ميناء، عن محمد بن مسلمة الأنصاريّ، عن أبي سعيد، وأبي هريرة، بلفظ: "إن في الجمعة ساعةً. . . " الحديث، وفي آخره: "وهي بعد العصر". انتهى كلام وفي الدين -رَحِمَهُ اللَّهُ- (١)، وهو بحث مفيدٌ، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان فضل يوم الجمعة؛ لاختصاصه بهذه الساعة التي لا توجد في غيره، وقد ورد التصريح بأنه خير يوم طلعت فيه الشمس، كما سيأتي في الباب التالي، من حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-، وورد في ذلك عدّة أحاديث.

قال وليّ الدين -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وصرّح أصحابنا الشافعية بأنه أفضل أيام الأسبوع، وأن يوم عرفة أفضل أيام السنة، واختلفوا في أفضل الأيام مطلقًا على وجهين: أصحهما أنه يوم عرفة، وذكروا ذلك في الطلاق، فيما لو قال لزوجته: أنت طالق في أفضل الأيام، ومقتضى الحديث المصرّح بأن يوم الجمعة خير يوم طلعت فيه الشمس تفضيله مطلقًا، كما هو أحد الوجهين. انتهى (٢).


(١) "طرح التثريب في شرح التقريب" ٣/ ٢٠٦ - ٢٠٧.
(٢) "طرح التثريب" ٣/ ٢١٧.