للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال الجامع عفا اللَّه عنه: لا يخفى ترجيح القول بأن يوم الجمعة أفضل من يوم عرفة؛ لوضوح حجّته، فتبصّر، واللَّه تعالى أعلم.

٢ - (ومنها): بيان فضل الدعاء يوم الجمعة، واستحباب الإكثار منه فيه؛ رجاء مصادفة تلك الساعة، ولا سيما في الوقتين المذكورين في الحديث، وهما من جلوس الإمام على المنبر إلى فراغه من الصلاة، وبعد صلاة العصر إلى المغرب، قال وليّ الدين -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وقد صرّح بذلك العلماء من أصحابنا وغيرهم. انتهى.

٣ - (ومنها): ما قيل: إنه استدلّ به على بقاء الإجمال بعد النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-.

وتُعُقّب بأنه لا خلاف في بقاء الإجمال في الأحكام الشرعية، لا في الأمور الوجودية، كوقت الساعة، فهذا لا اختلاف في إجماله، والحكم الشرعي المتعلِّق بساعة الجمعة، وليلة القدر، وهو تحصيل الأفضليّة يمكن الوصول إليه، والعمل بمقتضاه باستيعاب اليوم والليلة، فلم يبق في الحكم الشرعيّ إجمال، واللَّه تعالى أعلم.

٤ - (ومنها): ما قيل: الحكمة في إخفاء هذه الساعة في هذا اليوم أن يجتهد الناس فيه، ويستوعبوه بالدعاء، ولو عُرِفَت لخصّوها بالدعاء، وأهملوا ما سواها، وهذا كما أنه تعالى أخفى اسمه الأعظم في أسمائه الحسنى؛ ليُسأل بجميع أسمائه، وأخفى ليلة القدر في أوتار العشر الأخير، أو في جميع شهر رمضان، أو في جميع السنة على الخلاف في ذلك؛ ليجتهد الناس في هذه الأوقات كلها، وأخفى أولياءه في جملة المؤمنين (١) حتى لا يُخَصّ بالإكرام واحدٌ بعينه.

٥ - (ومنها): أنه قد ورد في ساعة الجمعة هذه ما ورد في ليلة القدر، من أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- أُعْلِم بها، ثم أُنسيها، رواه أحمد في "مسنده"، والحاكم في "مستدركه" من حديث أبي سعيد الخدريّ -رضي اللَّه عنه- قال: سألت النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عنها؟ فقال: "إني كنت أُعلمتها، ثم أُنسيتها كما أُنسيت ليلة القدر".

قال وليّ الدين -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وإسناده صحيح، قال الحاكم: إنه على شرط


(١) هذا يحتاج إلى دليل صحيح، ولم أره إلى الآن، فليُنظر، واللَّه تعالى أعلم.