(حَتَّى لَمْ يَبْقَ إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا) قال الكرمانيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: ليس هذا الاستثناء مُفَرَّغًا، فيجبَ رفعه، بل هو من ضمير "يبقَ" الذي يعود إلى المصلي، فيجوز فيه الرفع والنصب، قال: وقد ثبت الرفع في بعض الروايات. انتهى.
ووقع في "تفسير الطبري"، وابن أبي حاتم بإسناد صحيح إلى قتادة، قال: قال لهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كم أنتم؟ "، فعَدّوا أنفسهم، فإذا هم اثنا عشر رجلًا وامرأةً، وفي تفسير إسماعيل بن أبي زياد الشاميّ:"وامرأتان"، ولابن مردويه من حديث ابن عباس:"وسبع نسوة"، لكن إسناده ضعيف، واتفقت هذه الروايات كلها على اثني عشر رجلًا، إلا ما رواه عليّ بن عاصم، عن حُصين بالإسناد المذكور، فقال:"إلا أربعين رجلًا"، أخرجه الدارقطنيّ، وقال: تفرّد به عليّ بن عاصم، وهو ضعيف الحفظ، وخالفه أصحاب حُصين كلهم.
وأما تسمية هؤلاء الباقين، فوقع في رواية خالد الطحّان التالية أن جابرًا قال: أنا فيهم، وفي رواية هشيم الآتية:"فيهم أبو بكر، وعمر".
وفي الترمذيّ أن هذه الزيادة في رواية حُصين، عن أبي سفيان، دون سالم، وله شاهد عند عبد بن حميد، عن الحسن مرسلًا، ورجال إسناده ثقات.
وفي تفسير إسماعيل بن أبي زياد الشاميّ أن سالِمًا مولى أبي حُذيفة منهم.
وروى العُقيليّ، عن ابن عباس أن منهم الخلفاء الأربعة، وابن مسعود، وأُناسًا من الأنصار.
وحَكَى السهيليّ أن أسد بن عمرو رَوَى بسند منقطع أن الاثني عشر هم العشرة المبشرة، وبلال، وابن مسعود، قال: وفي روايةٍ: عمارٌ، بدل ابن مسعود. انتهى.
قال الحافظ: ورواية العقيليّ أقوى، وأشبه بالصواب، قال: ثم وجدت رواية أسد بن عمرو عند العقيليّ بسند متصل، لا كما قال السهيليّ: إنه منقطع، أخرجه من رواية أسد، عن حُصين، عن سالم. انتهى.