وليرى الناس فيك أخلاق القرآن، وصفات المؤمنين، وسيما الخاشعين فيعلموا بها وبآثارها إنك من أهل القرآن وان لم يجزموا أنك من حفاظ كتاب الله.
يا حامل القرآن من حق الله عليك في هذه النعمة أن تعلم القرآن من احتاج إلى تعليمه .. وتذكر بقيمة تلاوته وتيسير حفظه من ظن ذلك أو توهمه أمرًا عسيرًا .. لتكن مصباحًا يضيء حيثما حلَّ أو ارتحل، ولتكن نموذجًا للعلم والوعي تذود عن حياض الإسلام سهام الموتورين، وتذود عن لغة القرآن كيد الكائدين.
أيها المسلمون كبارًا وصغارًا، ذكرانًا وإناثًا. هذه بعض مزايا وفضائل حفظ كتاب الله .. إلا وإن الفرصة لا تزال متاحة لمن فاته الركبُ في سني عمره الأولى .. فلا حدَّ للحفظ وإن كان في زمن الصبا أولى وأحرى بالثبات .. ولكن التاريخ يثبت والواقع يشهد بأن مجموعة من الناس حفظوا كتاب الله على كبر، إنها الهمة الصادقة والعزيمة القوية والاستعانة بالله وحده تذلل الصعاب وتجعل العسير سهلًا والمستحيل أمرًا واقعًا .. فجدوا معاشر المسلمين في طلب كتاب الله وحفظه .. واحرصوا معاشر الآباء والأمهات على تنشئة أبنائكم وبناتكم على حفظ كتاب الله والعناية به، فمن أسرار القرآن وإعجازه أن الصبي قد يتهيأ لحفظ كتاب الله وهو بعدُ لا يعرف للحرف شكلًا، ولا يملك من اللسان العربي إلا كلماتٍ محدودة .. ثم ما يلبث زمنًا إلا وقد حفظ كتاب الله.
معاشر المسلمين لا يغب عن بالكم وأنتم تحاولون حفظ كتاب الله أو تحفيظه لأولادكم أن تذكروا قوله تعالى:{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}.
يقول القرطبي في تفسير هذه الآية: «أي سهلناه للحفظ وأعنا عليه من أراد