عباد الله ابتدأ العام الدراسي، والمسافة بين امتحانات الفصول الماضي، وبدء الدراسة في هذا الفصل الحالي وإن كانت قصيرة في عمر الزمن. فهي طويلة في حساب المكاسب والخسائر.
أجل لقد غنم فيها قومٌ وغُبن آخرون .. كانت مكاسب لمن اغتنموها بالجد وعمل الصالحات، والقراءة النافعة ونحوها من أعمالٍ قد لا يتوفر الوقت لها أثناء موسم الدراسة .. أما الصنف المغبون فهم أولئك المفرطون لطاقاتهم، القاتلون لأوقاتهم، هؤلاء ظنوا الإجازة سهرًا وصخبًا، وخيل لهم أنهم يعيشون أحلى الليالي مع برامج ساقطة وعبر شاشات وقنوات هابطة تم انقشع الصبح وإذا بالسراب خادع .. وانتهت اللذة وهيجت الشهوة .. واستحكمت الغريزة، فعاشت المُشاهد لحظات الحسرة والندامة، والصريع الأكبر من قادته هذه المشاهد إلى اقتراف المحرم، فاخترق الحمى، وتجاوز الخطوط الحمراء! !
معاشر الطلبة والطالبات عدتم إلى مقاعد الدراسة، والعودُ أحمدٌ إن شاء الله .. فكيف بدأتم هذا العام .. هل جددتم إخلاص النية لله في طلب العلم، وهل اتخذتم من الإجازة محطة للتقوية والترويح البريء، الذي يُسهم في تقبلكم للمعلومة المفيدة، هل تحتاجون إلى من يُذكركم أدب طلب العلم، وهل تمارسون الأدب مع معلميكم وزملائكم وهل تتذكرون يوم أن تسعوا كلَّ صباح إلى أماكن الدراسة قول المصطفى صلى الله عليه وسلم:«من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة» وتستحضرون تقوى الله في طلبكم العلم والله يقول: