معاشر الأولياء كم هو مؤلم أن تجد عناية من الأسرة لجانب من جوانب الطلبة، وترى إهمالًا في جوانب آخري .. وقولوا لي: بربكم هل أدى الأمانة من حرصه على استيقاظ ابنه للدراسة مقدمٌ على حرصه على الصلاة .. وتحسُره على فوته الدراسة أشدُّ من تحسره على فوت وقت الصلاة .. إنها ممارسات خاطئة يحس الطلبة والطالبات فيها بنوع من التناقض بين ما درسوه في المدرسة وما يجدونه في المنزل .. فعظموا أمر الله- معاشر الأولياء- في نفوس الناشئة، ومروهم بالصلاة لسبعٍ واضربوهم عليها لعشرٍ وفرقوا بينهم في المضاجع .. وإياكم وإشغالهم بمشاهد يطول سهرهم عليها فيأتون للمدارس وما بهم قدرة على التركيز والتحصيل وإن كانت هذه المشاهد محرمة فالأمر أدهى وأمر.
معاشر الأولياء تشكو المدارس من ضعف قوامة بعض البيوت على أبنائهم وبناتهم. وتلك مصيبةٌ وداء عضال ولاسيما إذا كان منشأه قلة الاهتمام والانشغال بأمور الدنيا .. وكل ذلك له آثاره على ضعف الطلبة والطالبات دراسيًا .. وانحرافهم- لا قدر الله- خلقيًا فتنبهوا لذلك معاشر الأولياء، وتذكروا دائمًا قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}(١).