رقابة البشر عليكم، فضعوا رقابة الله دائمًا نصب أعينكم وتذكروا دائمًا قوله تعالى:{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}. اعلموا أن الغرس الذي تغرسونه اليوم سيثمر غدًا، ولا يكن شبحُ الامتحان همكم الوحيد، أو معوقًا لرسالتكم التربوية النبيلة، واستثمروا فرص النشاط اللامنهجية التي تبعث بها إداراتكم إليكم، وبأخلاقكم العالية ومعاملتكم الطيبة تصلوا إلى قلوب الطلاب قبل أن تصل كلماتكم إلى أسماعهم.
أيها المدراء الفضلاء أنتم على رأس المسؤولين في مدارسكم فكونوا عند حسن الظن بكم، وما أجمل الرئيس يجمع بين الحزم والحلم، وبين الضبط الإداري والمرونة في التطبيق، شجعوا المدرس والطالب المجد، وخذوا بأيدي الكسالى وساهموا في صعودهم إلى أعلى، وليكن أسوأ ما عندكم آخر سهمٍ في جعبتكم، عالجوا الأخطاء بحكمة، وإياكم والتساهل بعلاج الأخطاء أو الانحرافات فور وقوعها .. حتى لا تتسع دائرتُها، ويتعاظم خطرُها، اجمعوا بين اليقظة والثقة، وليكن لكم جولات ولقاءات متتابعة، أنصفوا المظلوم، وخذوا على أيدي الظالم .. وأشركوا البيت في مهمتكم، وتعاونوا ورجالات الحي في كل ما يحقق النجاح لرسالتكم، شكلوا من المدرسة أسرة صالحة بمعلميها وطلابها وإدارييهم .. واجعلوا من تقوى الله، والإخلاص لله سندًا يمدكم الله بعونه، ومن يتق الله يجعل له مخرجًا، ويجعل الله من أمره يسرًا.
ومثل ذلك يقال للمديرات الفاضلات .. وكلٌّ بحسبه.
معاشر الأولياء، أنتم شركاء للمدرسة في مسؤوليتها .. ولا ينتهي دوركم عند تأمين اللوازم المدرسية للطلبة والطالبات .. وإيقاظهم في الصباح ولا ينبغي أن يكون آخر عهدكم بالمدرسة تسجيلهم فيها .. لابد من متابعة الأبناء والبنات والسؤال عن حالهم وزيارة المدرسة بين الفينة والأخرى للسؤال عن الأبناء