للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خارج هذا الجوِّ الذي ألفته .. فتبارك اللهُ الخالق، ونعم القادر المقدر، {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ}.

إخوة الإسلام في نهاية الحديث لفتة ووقفة عند حسن الخاتمة أو سوئها، والثبات على الحقِّ إلى الممات أو الزيغ عنه نعوذ بالله من الحور بعد الكور، والضلالة بعد الهدى، فوالله إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها غير باعٍ أو ذراعٍ فيسبق عليه الكتابُ فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها غيرُ ذراع أو ذراعين فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها.

قال ابن أبي حمزة- يرحمه الله-: هذه التي قطعت أعناق الرجال مع ما هم فيه من حسن الحال لأنهم لا يدرون بماذا يُختم لهم (١). ترى من منا تُخيفه نهاية هذا الحديث فيظل دائبًا في عمل الصالحات خائفًا من الزيغ قبل الممات. سائلًا ربه دائمًا حسن الختام، والخوف والمصيبة حين يقل عملنا ويقل خوفنا، وحين ندعو «اللهم أحسن خاتمتنا» فهل ترانا نستحضر، ما جاء في نهاية هذا الحديث؟

وما أحرانا أن نتأمل ما جاء في الرواية الأخرى من حديث أنس عند أحمد وصححه ابنُ حبان بلفظ «لا عليكم أن لا تُعجبوا بعمل أحدٍ حتى تنظروا بم يُختم له، فإن العامل يعمل زمانًا من عمره بعملٍ صالحٍ لو مات عليه دخل الجنة، ثم يتحول فيعمل عملًا سيئًا .. » الحديث (٢).

إخوة الإيمان في الحديث تذكيرٌ وتأكيدٌ على الإيمان بالقضاء والقدر وهو أحد الأركان الستة للإيمان فلا يتم إيمان العبد إلا به، وهو التسليم والرضا


(١) الفتح ١١/ ٤٨٨.
(٢) الفتح ١١/ ٤٨٧، ٤٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>