للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي لا تصدر إلا من مرضى القلوب، وضعاف النفوس .. وكم ثارت الحزازات بين قريبين أو صديقين بسبب نمام أشعل فتيل العداوة بينهما، ولا غرو أن يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حق النمام «لا يدخل الجنة نمام» (١) وفي رواية «لا يدخل الجنة قتات» (٢).

ويقال: إن رجلاً ذكر لعمر بن عبد العزيز يرحمه الله رجلاً بشيء فقال عمر: إن شئت نظرنا في أمرك فإن كنت كاذبًا فأنت من أهل هذه الآية {إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا} وإن كنت صادقًا فأنت من أهل هذه الآية {هماز مشاء بنميم} وإن شئت عفونا عنك، فقال: العفو يا أمير المؤمنين لا أعود إليه أبدًا (٣).

فترفعوا معاشر المسلمين عن الدنايا وعن كل ما يخدم المكروه أو يسيء إلى المسلمين، واطلبوا معالي الأمور، وانشدوا الإصلاح، وإحسان الظن ففي ذلكم الفلاح والنجاح .. وهو طريق إلى سلامة الصدور وطهارة القلوب .. أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقني وإياكم والمسلمين سلامة الصدر وطهارة القلب، وأن يجنبنا الغلّ والحقد والحسد وسوء الأخلاق ... هذا وصلوا وسلموا على نبي الهدى والرحمة.


(١) أخرجاه في الصحيحين، الأذكار/ ٢٨٩.
(٢) صحيح سنن أبي داود ٣/ ٩٢٢.
(٣) الأذكار/ ٢٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>